إذن فنحن نحتاج لآلية فهم بحيث لا نسيء لشرع ربنا ونسيء للنصوص الشرعية ونسيء للعقل وندافع عن الظلمة بأفعال العادلين وعن الفسقة بسبق السابقين، ثم كل هذا نعرضه باسم الدفاع عن الحديث والدفاع عن العقيدة والدفاع عن الصحابة (دعاوى وظلمات بعضها فوق بعض) جرنا لهذه الدعاوى والظلمات التعصب والخصومات المذهبية، ومازالت تلك الخصومات تشغلنا عن تدبر معاني كتاب ربنا، والنظر فيما ثبت من قول نبينا، ومعرفة الدلالات والتحقق من ذلك ثم رد ما تعارض مع النصوص الأقوى وما تعارض مع البدهيات والمسلمات الدينية والعقلية والتاريخية.
خامسا: الشيخ وهم في الإسناد فقال: (أخرج مسلم من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال... ) ثم همش عند لفظة (أبيه) بقوله (أي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه) وهنا خطآن إنما صحة الإسناد هو: عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبيه يعني أبا موسى الأشعري ولعل هذا خطأ من الناسخ أيضا.
سادسا: الحديث من طريق مجمع بن يحي عن سعيد بن أبي بردة (عن أبي بردة) عن أبي موسى الأشعري وهذا الحديث وإن كان في مسلم إلا أن البعض قد يعله بأبي بردة بن أبي موسى فقد كان من الشهود زورا على حجر بن عدي رضي الله عنه بأنه (كفر كفرة صلعاء) ففرح زياد بن أبيه بهذه الشهادة وأمر الشهود أن يشهدوا على مثلها فمثل هذا الرجل وإن وثقه بعض أهل الحديث لكن التاريخ يدينه وهي قضية أخرى على جانب كبير من الأهمية فالاعتماد على توثيق الرجال أو تضعيفهم بعيدا عن معرفة سيرة الرجل وتاريخه مما قصر في استيفائه كثير من المحدثين فلذلك وثق بعضهم خالد القسري وأمثاله.
पृष्ठ 49