الشيخ وتبويبات ابن حبان
أما ما نقله الشيخ من تبويب ابن حبان عند الحديث السابق بقوله (ذكر الخبر الدال على أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلهم ثقات عدول).
فالجواب أولا: هذا صحيح في حق أصحاب الصحبة الشرعية ومن تبعهم بإحسان إنما نشك في أخبار من لم يتبع بإحسان كالوليد بن عقبة وأمثاله.
ثانيا: ابن حبان إن كان يقصد أن عبدالرحمن بن عوف وخالد بن الوليد ثقتان عدلان فلا ينازع في ذلك أحد إلا بعض الشيعة والخوارج وإن كان يقصد أن كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو عدل رضي، فقد سبق الجواب الذي ينقض هذا التعميم.
ثالثا: ابن حبان مجتهد ولا تلزمنا تبويباته وله تبويبات أشعرية لا يأخذ بها شيخنا ولنتركها جانبا ونبحث عن تبويباته التي في موضوعنا:
فقد بوب ابن حبان أبوابا أتت في ذم بعض من يدافع عنهم الشيخ عبدالله السعد كمعاوية وغيره من الطلقاء ومن ذلك:
1- في صحيح ابن حبان (14/70) باب بعنوان (ذكر البيان بأن كل نبي من الأنبياء كانت له بطانتان معلومتان).
وذكر تحت هذا الباب الحديث الصحيح الإسناد (ما من نبي إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا فمن وقي شرها فقد وقي).
أقول: إذا كانت البطانة الصالحة هي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وعمارا وسعد بن معاذ وأمثالهم من أهل بدر والرضوان فمن تكون البطانة السيئة التي لا تألوه خبالا؟ وتتجسس عليه؟ وتهم باغتياله من وقت لآخر؟ وتسرق الغنائم؟ وتكذب عليه وتفعل وتفعل؟ من يا ترى؟ غير من ظهر سوء عمله للناس، كعبدالله بن أبي، والوليد بن عقبة والحكم بن العاص... إلخ.
وقد جاء معناه في حديث آخر (14/73) عن ابن مسعود ولفظه (ما كان من نبي إلا كان له حواريون يهدون بهديه ويستنون بسنته ثم يكون من بعدهم أقوام يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما ينكرون... الحديث).
पृष्ठ 34