फि सुहबा वा सहाबा
مع الشيخ عبد الله السعد في الصحبة والصحابة
शैलियों
فذكر حديث عمار ثم حديث أبي موسى ثم حديث أنس ثم حديث آخر عن عمار ثم بعدها كلها ذكر حديث الوليد وأن أهل مكة عند فتح مكة جعلوا يأتون النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصبيانهم فيدعو لهم بالبركة ويسمح رؤوسهم.
قال الوليد: (فجيء بي إليه وأنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق) وأعاد قول أحمد: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسمه ولم يدع له بالبركة ومنع بركة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسابق علمه فيه.
وذكر ابن الوزير أن النقاد من علماء الحديث قد قدحوا في هذا الحديث مع ما فيه من القدح الظاهر بفسق الوليد وطعنوا فيه بعدة علل ومطاعن:
المطعن الأول: أنه قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه ساعيا إلى بني المصطلق في القصة المشهورة ولا يصح فيمن بعث رسولا إلى بني المصطلق أن يكون يوم الفتح صبيا صغيرا.
المطعن الثاني: أن زوجته شكته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد الفتح إلا يسيرا فمتى كانت هذه الزوجة؟
المطعن الثالث: أنه فدى من أسر من قومه يوم بدر.
المطعن الرابع: أن الزبير بن بكار وغيره ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عن الهجرة، قالوا: وهجرتها كانت في الهدنة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل مكة بعد صلح الحديبية قبل الفتح، فكيف يكون صبيا يوم الفتح من يفعل هذا.
ثم بين ابن الوزير عذر أبي داود في إيراد الخبر مع كل هذه العلل وذكر له احتمالين:
الاحتمال الأول: أن يكون أنسي هذه الأمور وغفل عنها على سبيل السهو دون الجهل وقد يسهو الإنسان عما يعلم كما يسهو في صلاته...
الاحتمال الثاني: أن يكون رأى في الحديث أمرين:
الأمر الأول: أن قريشا كانوا يأتون بصبيانهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويدعو لهم وأنه أتى بالوليد فلم يمسه ولم يدع له هكذا من غير ذكر (فتح مكة) وهذا محتمل لا دلالة على بطلانه.
पृष्ठ 109