फी अदब मिस्र फातिमिया

मुहम्मद कामिल हुसैन d. 1380 AH
123

फी अदब मिस्र फातिमिया

في أدب مصر الفاطمية

शैलियों

وامنن علي وسد هذا البابا

60

ولا أدري كيف سكت الملك الصالح بعد أن طعن عمارة مذهب الفاطميين بالبيت الثاني من هذه المقطوعة، ولكن الأمر لم يكن أمر تعصب من الملك الصالح بن رزيك، بل هو أمر تهاون بالمذهب شمل الأمراء وغير الأمراء، ولعل هذا الضعف الذي حل بالعقيدة الفاطمية هو الذي سهل الأمر لصلاح الدين الأيوبي في أن يقوض أركان الدولة المتداعية، وأن يعيد إلى الناس عقيدة أهل السنة والجماعة، وقبل الناس منه ذلك، فتحولت مصر بعد عشية وضحاها من شيعية إلى سنية؛ لأن الدعوة الشيعية لم تكن متغلغلة في نفوس المصريين، وأن الذين اعتنقوا هذه الدعوة تهاونوا بها، فسهل على الأيوبيين أن ينتزعوها منهم.

الفصل الثالث

التاريخ والسير

رأينا في عصر الولاة بمصر

1

كيف أسهم المصريون في تدوين التاريخ منذ القرن الثاني للهجرة، وعرفنا بعض المؤرخين الذين نبغوا في العصر الذي سبق العصر الفاطمي، أمثال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، وعمار بن وسيمة المصري، وابن يونس، والكندي، وابن الداية وغيرهم. وقد استمر تيار هذا اللون من العلم طوال العصر الفاطمي، فظهر عدد كبير من المؤرخين، وحفظت لنا أسماء مؤلفاتهم، وبعض مقتطفات من كتبهم متفرقة في كتب التواريخ، ففي كتب المقريزي وأبي المحاسن بن تغري بردي والسيوطي وابن فضل الله العمري والنويري والقلقشندي مقتبسات كثيرة من الكتب التي وضعها مؤرخو مصر الفاطمية، وهذه المقتطفات تدلنا على أن مؤرخي مصر في العصر الفاطمي كانوا يهتمون اهتماما خاصا بمصر، فأكثر كتبهم كانت تدور حول مصر، وإن كان منها ما كتب في التاريخ العام.

فمن المؤرخين الذين شاهدوا هذا العصر: أحمد بن عبد الله بن أحمد الفرغاني، ولد بمصر في ذي الحجة سنة 327ه، وكان أبوه مؤرخا صاحب ابن جرير الطبري وروى عنه تصانيفه، وأخذ أحمد بن عبد الله عن أبيه كتبه وكتب الطبري، وصنف عدة كتب منها: كتاب التاريخ وصل به تاريخ أبيه، وكتاب سيرة كافور الأخشيدي، وسيرة العزيز بالله الفاطمي، وكان مقامه بمصر إلى أن توفي في ربيع الأول سنة 398ه.

2 (1) ابن زولاق

अज्ञात पृष्ठ