फी अदब मिस्र फातिमिया

मुहम्मद कामिल हुसैन d. 1380 AH
110

फी अदब मिस्र फातिमिया

في أدب مصر الفاطمية

शैलियों

17

وكانت قوص من مراكز العلم في مصر، وسنتحدث عن ذلك كله فيما بعد، ومعنى هذا كله أنه كان بمصر مراكز كثيرة للعلم والثقافة بجانب الفسطاط والقاهرة. (2) القراءات وعلوم القرآن

من المعروف أن العلوم العربية والإسلامية إنما نشأت بسبب القرآن الكريم، وما يدور حول دراسة القرآن من ضبط حروفه، وتفسير غريبه، ومعرفة أسرار إعجازه، وتفهم معانيه، فعلم النحو وعلوم اللغة لم تنشأ إلا بسبب القرآن، فلا غرو أن رأينا هذه العلوم التي كانت تدور حول دراسة القرآن موضع اهتمام المسلمين في جميع الأقطار الإسلامية ومنها مصر، فقد عرفت مصر هذه العلوم منذ دخلها المسلمون على نحو ما ذكرناه من قبل في كتاب «أدب مصر الإسلامية»، واستمرت هذه الدراسات تنمو وتزدهر حتى جاء الفاطميون فأولوا هذه الدراسات عنايتهم ورعايتهم؛ ففي كل الحفلات التي كان يقيمها الفاطميون كان القراء في مقدمة الحاضرين يقرءون بين يدي الإمام، وكان كل قارئ يحاول أن ينال القربى من الإمام ليفوز بأكبر قسط من العطاء. وكذلك تختتم الحفلات بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، فكان هناك قراء الحضرة الإمامية، وهم أشبه شيء بموظفين رسميين في الدولة، ولهم جاريهم الشهري سوى الهبات والخلع، وكان عدد العلماء الذين اهتموا بهذه الدراسات كبيرا جدا، كما كثرت كتبهم التي وضعوها في علوم القرآن الكريم، نذكر من هؤلاء العلماء أبا الحسن علي بن إبراهيم بن سعد الحوفي، فقد كان عالما بالعربية وتفسير القرآن، أخذ عن أبي جعفر النحاس وأبي بكر الأدفوي، ولقي جماعة من علماء المغرب وأخذ عنهم، وتصدر للإفادة في العربية وإعراب القرآن وتفسيره، وأخذ عنه خلق كثير، وله تفسير اسمه «البرهان في تفسير القرآن» في ثلاثين مجلدا، وله في إعراب القرآن كتاب علوم القرآن في عشرة مجلدات، وصنف في النحو كتاب الموضح في النحو، وهو أستاذ إسماعيل بن خلف الصقلي المقرئ صاحب كتاب إعراب القراءات في تسعة مجلدات. توفي الحوفي سنة 430ه.

18

ونذكر كذلك عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحق أبا عدي المصري، المعروف بابن الإمام، مسند القراء في زمانه، قرأ على أبي بكر بن عبد الله بن مالك، وقرأ عليه عدد من العلماء المعروفين أمثال طاهر بن غليون، ومكي بن أبي طالب، وابن نفيس وغيرهم. وتوفي سنة 381.

19

ويقول صاحب الشذرات: إن ابن الإمام كان محققا ضابطا لقراءة ورش، وإنه حدث عن محمد بن زبان وابن قديد، وقرأ على أبي بكر بن سيف صاحب أبي يعقوب الأزرق.

20

وكان أبو بكر الأدفوي محمد بن علي بن أحمد المصري المقرئ النحوي المفسر شيخ مصر وعالمها في عصره، كان أصله خشابا، ثم أخذ العلم عن أبي جعفر النحاس النحوي، وقرأ برواية ورش على أبي غانم المظفر بن أحمد، وبرع في علوم القرآن حتى ساد أهل عصره في مصر، وانفرد بالإمامة في وقته في قراءة نافع، وكانت حلقته من أكبر الحلقات العلمية، وله كتاب في التفسير في مائة وعشرين مجلدا سماه كتاب الاستفتاء في علوم القرآن. وتوفي في ربيع الأول سنة 387ه.

21

अज्ञात पृष्ठ