अरब के दार्शनिक और दूसरे शिक्षक
فيلسوف العرب والمعلم الثاني
शैलियों
قصص نبوغه ومواهبه
وأما إبداعه الموسيقي فقد رويت فيه أعاجيب: فمن ذلك ما حكاه ابن خلكان إذ يقول: إن أبا نصر لما ورد على سيف الدولة وكان مجلسه مجمع الفضلاء في جميع المعارف، فأدخل عليه وهو بزي الأتراك، وكان ذلك زيه دائما، فوقف فقال له سيف الدولة: اقعد، فقال: حيث أنا أم حيث أنت؟ فقال: حيث أنت، فتخطى رقاب الناس حتى انتهى إلى مسند سيف الدولة، وزاحمه فيه حتى أخرجه عنه، وكان على رأس سيف الدولة مماليك، وله معهم لسان خاص يسارهم به قل أن يعرفه أحد، فقال لهم بذلك اللسان: إن هذا الشيخ قد أساء الأدب، وإني سائله عن أشياء إن لم يوف بها فاخرجوا به، فقال له أبو نصر بذلك اللسان: أيها الأمير اصبر فإن الأمور بعواقبها، فعجب سيف الدولة منه، وقال له: أتحسن هذا اللسان، فقال: أحسن أكثر من سبعين لسانا. فعظم عنده ثم أخذ يتكلم مع العلماء الحاضرين في المجلس في كل فن. فلم يزل كلامه يعلو وكلامهم يسفل حتى صمت الكل، وبقي يتكلم وحده، ثم أخذوا يكتبون ما يقوله: فصرفهم سيف الدولة وخلا به، فقال له: هل لك في أن نأكل؟ فقال: لا، فهل تشرب؟ فقال: لا، فهل نسمع؟ فقال: نعم، فأمر سيف الدولة بإحضار القيان، فحضر كل ماهر في هذه الصناعة بأنواع الملاهي، فلم يحرك أحد منهم آلته إلا وعابه أبو نصر، وقال له: أخطأت. فقال له سيف الدولة : وهل تحسن في هذه الصناعة شيئا؟ فقال: نعم، ثم أخرج من وسطه خريطة ففتحها وأخرج منها عيدانا وركبها، ثم لعب بها فضحك منها كل من كان في المجلس، ثم فكها وركبها تركيبا آخر ثم ضرب بها فبكى كل من كان في المجلس، ثم فكها وغير تركيبها وضرب بها ضربا آخر فنام كل من في المجلس حتى البواب، فتركهم نياما وخرج.
ولئن كانت هذه الحكاية أدنى إلى الأساطير منها إلى التاريخ، فهي تشبه أن تكون غلوا مجاوزا لا اختراعا صرفا.
وقد روي للفارابي شعر فيه نفحة من أساليب الفلاسفة أحيانا، وفيه أحيانا صريخ محب للعزلة سيئ الرأي في الناس.
ومما روي من شعره:
يا علة الأشياء جمعا والذي
كانت به من فيضه المتفجر
رب السموات الطباق ومركز
في وسطهن من الثرى والأبحر
إني دعوتك مستجيرا مذنبا
अज्ञात पृष्ठ