अराजकता सिद्धांत: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
نظرية الفوضى: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
وأحزر وأصاب بالهلع!
روبرت بيرنز، قصيدة «إلى فأر» (1785)
شكل 1-3: العنوان الرئيسي لصحيفة «ذا تايمز» في اليوم التالي لعاصفة يوم ميلاد بيرنز والذي يوضح حجم الدمار الذي نتج عن العاصفة.
شكل 1-4: خريطة طقس حديثة تبين عاصفة يوم ميلاد بيرنز كما تظهر من خلال نموذج توقع لحالة الطقس (في الشكل العلوي)، وتوقع حالة الطقس قبل العاصفة بيومين للوقت نفسه يظهر يوما طقسه لطيف (في الشكل السفلي).
تثني قصيدة بيرنز على الفأر لقدرته على العيش في الحاضر فقط، وهو لا يدري ألم التوقعات غير المحققة أو الذعر الناشئ عن عدم اليقين حيال ما سيجري في المستقبل. وقد كان بيرنز يكتب في القرن الثامن عشر، عندما كان الفئران والبشر يضعون خططا في ظل مساعدة طفيفة من الآلات الحسابية. بينما قد يكون التوقع أمرا مؤلما، يبذل علماء الأرصاد الجوية قصارى جهدهم في توقع طقس الغد المحتمل بصفة يومية، وفي بعض الأحيان يصيب هذا التوقع. في عام 1990، في ذكرى ميلاد بيرنز، هبت عاصفة هائلة عبر منطقة شمال أوروبا، بما فيها الجزر البريطانية، وهو ما تسبب في أضرار بالغة في الممتلكات والأرواح. وقد مر مركز العاصفة من فوق مسقط رأس بيرنز في اسكتلندا، وصارت معروفة باسم عاصفة يوم ميلاد بيرنز. تبين اللوحة العلوية في الشكل رقم
1-4
خريطة طقس توضح تفاصيل العاصفة وقت الظهيرة في يوم 25 يناير من عام 1990. توفي من جراء تلك العاصفة سبعة وتسعون شخصا في شمال أوروبا، حوالي نصفهم من بريطانيا، وهو ما شكل أكبر عدد وفيات تسببت فيه عاصفة خلال 40 عاما، كما اقتلع نحو 3 ملايين شجرة، وبلغت تكاليف تعويضات التأمين ملياري جنيه استرليني. إلا أن عاصفة يوم ميلاد بيرنز لم تنضم إلى مثيلاتها من مجموعة التوقعات القاصرة الفاشلة؛ حيث توقع مكتب الأرصاد الجوية وقوع العاصفة.
في المقابل، تشتهر العاصفة الكبرى التي حدثت في عام 1987 بسبب نشرة الأرصاد الجوية التليفزيونية على محطة بي بي سي في الليلة السابقة على وقوعها، التي أخبرت المشاهدين بألا يقلقوا حيال الشائعات القادمة من فرنسا بقرب هبوب إعصار على إنجلترا. في حقيقة الأمر، بلغت سرعة الرياح في كلتا العاصفتين أكثر من مائة ميل في الساعة، وتسببت عاصفة يوم ميلاد بيرنز في خسائر بشرية أكثر؛ إلا أنه بعد مرور عشرين عاما على وقوع تلك العاصفة، كثيرا ما تذكر العاصفة الكبرى التي وقعت في عام 1987؛ ربما نظرا لأن عاصفة يوم ميلاد بيرنز «جرى» توقعها جيدا. تشير القصة المفضية إلى هذا التوقع إلى طريقة مختلفة يمكن أن تؤثر بها الفوضى في نماذجنا على حيواتنا دون استحضار عوالم بديلة، بعضها يتضمن فراشات وبعضها الآخر لا يتضمنها.
في الصباح الباكر ليوم 24 يناير من عام 1990، أرسلت سفينتان في منتصف المحيط الأطلنطي تقارير أرصاد جوية روتينية من موضعين يقع بينهما مركز ما صار يعرف لاحقا باسم عاصفة يوم ميلاد بيرنز. أسفرت نماذج التوقعات التي اعتمدت على هذه الأرصاد عن توقع حدوث العاصفة؛ لذلك أظهر استعراض هذه النماذج مرة أخرى بعد وقوع العاصفة أنه مع استبعاد هذه الأرصاد كانت ستقدم النماذج توقعا بوقوع عاصفة أضعف في الموضع الخاطئ. ونظرا لأن عاصفة يوم ميلاد بيرنز هبت خلال النهار، كان الإخفاق في تقديم تحذير سابق سيؤثر تأثيرا هائلا على معدلات الخسائر في الأرواح؛ لذا لدينا هنا مثال كانت بضع ملاحظات - حال غيابها - ستغير من نتيجة التوقع؛ ومن ثم مسار الأحداث الإنسانية. بالطبع، يصعب إضاعة سفينة في المحيط مخصصة لأغراض توقع حالة الطقس عن إضاعة مسمار في حدوة جواد. ثمة مزيد من الدروس المستفادة من هذه القصة، وحتى نرى مدى علاقتها بما نحن بصدده نحتاج إلى أن نرى كيف «تعمل» نماذج توقعات الطقس.
تعتبر عملية توقع حالة الطقس ظاهرة مهمة في حد ذاتها؛ إذ تجمع الأرصاد على نحو يومي في أكثر الأماكن بعدا قدر الإمكان، ثم ترسل تقارير بها وتوزع على مكاتب الأرصاد الجوية الوطنية حول العالم. وتستخدم دول كثيرة هذه البيانات في نماذجها الحاسوبية الخاصة بالأرصاد الجوية. في بعض الأحيان تكون تقارير الأرصاد عرضة لأخطاء قديمة وبسيطة، مثل تسجيل درجة الحرارة في خانة سرعة الرياح، أو حدوث خطأ مطبعي، أو وقوع خطأ فني أثناء النقل. وللحيلولة دون إفساد هذه الأخطاء للتوقع، تخضع الأرصاد الوافدة إلى مراقبة الجودة؛ بحيث تستبعد الأرصاد التي لا تتفق مع ما يتوقعه النموذج (بالنظر إلى آخر توقع له)، خاصة إذا لم تتوافر أرصاد أخرى قريبة ومستقلة تدعمها؛ إنها خطة محكمة. بالطبع، نادرا ما تتوافر أي أرصاد «قريبة» من أي نوع في وسط المحيط الأطلنطي، وإذا أظهرت أرصاد السفينة اقتراب عاصفة لم يكن النموذج قد توقع ظهورها هناك، يستبعد البرنامج الحاسوبي الخاص بمراقبة الجودة آليا هذه الأرصاد.
अज्ञात पृष्ठ