الغيبة وعن أذى الناس. وكان كل شهر يعمل طعامًا لفقهاء الباذرائية ويقف في خدمتهم، وكان واسع البذل، يعود المرضى ويشيع الجنائز؛ وكان لطيف المزاج نحيف الجسم أبيض حلو الصورة رقيق البشرة معتدل القامة، قليل الغذاء جدًا، يديم التنقل بالخيار شنبر، وربما انزعج في المناظرة.
ولي الخطابة بالجامع الأموي بعد عمه شرف الدين، ثم عزل نفسه بعد شهر، ولما توفي قاضي القضاة نجم الدين ابن صصري (١) طلب للقضاء فامتنع، وكان فيه رفق ورحمة، يكره الفتن ولا يدخل فيها، وله جلالة ووقع في النفوس. وكانت وفاته في سنة تسع وعشرين وسبعمائة، ودفن عند والده بباب الصغير، وكانت جنازته مشهورة (٢)، رحمه الله تعالى.
٨ - (٣)
الشيخ العماد
إبراهيم بن عبد الواحد علي بن سرور المقدسي، الشيخ عماد الدين الحنبلي الزاهد، أخو الحافظ عبد الغني؛ ولد بجماعيل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وتوفي سنة أربع عشرة (٤) وستمائة. هاجر إلى دمشق، وسمع وارتحل، وصارت له معرفة حسنة بالحديث مع كثرة السماع واليد الباسطة في الفرائض والنحو والخط المليح، وطوَّل الشيخ شمس الدين الذهبي في ترجمته، رحمه الله تعالى.
_________
(١) توفي سنة ٧٢٣.
(٢) الأصوب " مشهودة " كما في الوافي.
(٣) عبر الذهبي ٥: ٤٩ والشذرات ٥: ٥٧ والوافي ٦: ٤٩ وذيل ابن رجب ٢: ٩٣ ومرآة الزمان: ٥٨٦، ولم ترد هذه الترجمة في المطبوعة.
(٤) ص: أربع عشر.
1 / 33