وله أيضًا (١):
ولما عزمنا ولم يبق من ... مصانعة الشوق غير اليسير (٢)
بكيت على النهر أخفي الدموع ... فعرّضها لونها للظّهور
ولو عرف السّفر حالي إذن ... لما صحبوني عند المسير
إذا ما سرى نفسي في الشراع ... أعادهم نحو حمصٍ زفيري
وقفت سحيرًا وغالبت شوقي ... ونادى الأسى حسنه من مجيري
أنار وقد لفحت زفرتي ... فصار الغدوّ كوقت الهجير
ومنّ الفراق بتوديعه ... فشبهت ناعي النوى بالبشير
وقبّلت وجنته في الدّموع ... كما التقطت وردةٌ من غدير
وقبلت في الترب منه خطًا ... أميّزها بشميم العبير
تغرّب نومي عن مقلتي ... وأما حديث المنى في ضميري
أموسى تهنّ (٣) نعيم الكرى ... فليلي بعدك ليل الضرير وله أيضًا (٤):
كأن الخال في وجنات موسى ... سواد العتب في نور الوداد
أخطّ لصدغه في الحسن واو ... فنقطة خاله بعض المداد
لواحظه محيّرة ولكن ... بها اهتدت الشجون إلى فؤادي وله مخمس (٥):
غريب الحسن عنّ لنا فعنّى ... ووسنانٌ طريق الهجر سنّا
_________
(١) ديوانه: ١٥٢.
(٢) ص: إلا اليسير.
(٣) ص: تهنا.
(٤) ديوانه: ١١٨.
(٥) لم يرد هذا المخمس في الديوان أو في المطبوعة.
1 / 23