وَرَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَلَهُ طُرُقٌ أُخْرَى عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَلِيٍّ.
وَقَدْ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ جَابِرٍ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَعْرِفَةِ: إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي الْمُصَنَّفِ مِنْ قَوْلِ عَلِيٍّ ﵁ وَقَالَ الصَّغَانِيُّ: مَوْضُوعٌ وَقَالَ الْفِيرُوزَبَادِيُّ فِي الْمُخْتَصَرِ: ضَعِيفٌ.
قال السخاوي في المقاصد: أسانيده ضعيفه وليس له إسناد يثبت وقد صح من قول علي (١) .
٢٨ - حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ ﵌ كَانَ يُصَلِّي فِي الموضع
_________
(١) أما عمر بن راشد: فهذا الاسم مشترك بين جماعة، أشهرهم عمر بن راشد بن شجرة اليمامى، الذي أخرج له الترمذي وابن ماجة، وفي ترجمته: أخرج ابن حبان هذا الخبر، كما يظهر من اللآلىء، وجرى على ذلك ابن الجوزي فمن بعده. ويظهر لي أن ذلك وهم، وإنما راوي الخبر عمر بن راشد الجاري المدني، وذلك أن الخبر عن عمر بن راشد عن ابن أبي ذئب، والذي يروي عن ابن أبي ذئب هو الجارى، كما في كتاب ابن أبي حاتم والتهذيب: أما اليمامى، فهو في طبقة ابن أبي ذئب أي في طبقة شيوخ الجارى، وكلاهما تالف، والجارى أتلفهما، أحاديثه كذب وزور موضوعة.
وأما: رواية الخبر عن جابر وعن أبي هريرة، ففي سنن الدارقطني ص١٦١ وكلاهما سنده واه. وكذلك ذكره الدارقطني عن علي من قوله، وسنده واه أيضًا، لكن رواه جماعة عن أبي حيان التميمي، عن أبيه سعيد بن حيان، عن علي من قوله، وزعم بعضهم أنه صحيح عن علي، وليس كذلك، فإنه لم يتحقق إدراك سعيد بن حيان لعلي، بل الظاهر عدمه، وقد أشار إلى ذلك البخاري في ترجمة سعيد من التاريخ ٢ / ١/ ٤٢٣ قال أولا (عن علي) ثم قال (سمع شريحا والحارث بن سويد) ومع ذلك: فسعيد لا يروي عنه إلا ابنه، ولم يوثقه إلا العجلي وابن حبان، وقاعدة ابن حبان معروفة، وقد استقرأت كثيرًا من توثيق العجلي، فبان لي أنه نحو من ابن حبان.
1 / 22