फातिमा ज़हरा वा फातिमिय्युन
فاطمة الزهراء والفاطميون
शैलियों
وهذه عقيدة قوم لا دفعة في طبائعهم إلى طلب السيادة والسلطان، وليس في طويتهم ما يثيرهم إلى الحركة إذا آثروا السكون، فإذا كانت هذه العقيدة في طوية رجل لا يهدأ ولا يستكين ولا يرى في نفسه إلا أنه أهل للقيادة والإمامة، وأن الذين حوله أهل للقمع والنكال، فمن اليسير عليه أن يسوغ لنفسه خداع العامة والخاصة لتحقيق غاية على يديه، هي أصلح مما هم فيه، وأصلح مما يحققونه على أيدي سواه.
وقد سوغ أفلاطون في جمهوريته خداع الدهماء وخداع المتعلمين الناشئين، وسوغ فيثاغوراس من قبله حجب الحقيقة عن بعض العيون وتقريب الأمر إلى المريدين بالرموز والإشارات، وأباحا ذلك وليس واحد منهما مأخوذا بدفعة السيادة، وليس في زمانها دعوة سرية عامة كالدعوة التي لفت حسن بن الصباح من رأسه إلى قدميه. فلم لا يسوغ هذا المذهب في قيادة الدهماء لحسن بن الصباح؟ وهل من البعيد أنه اطلع على أفلاطون وفيثاغوراس كما اطلع على أفلوطين؟ إن القول باقتباس الباطنية من هذين الحكيمين راجح متواتر، فليس مما يخل بحكمة الحكيم أن ينصب نفسه للهداية ويسلم نفسه ورسالته إلى عناية الله يتوجه به حيث أراد. •••
إن المؤمنين الخالصين للإيمان بغير مواربة ولا مراجعة أندر من الندرة بين بني آدم وحواء، وما من أحد آمن بعقيدة إلا عرف في بعض حالاته كيف يوفق بين الشك والاعتقاد وكيف يسلم الأمر لله ويستلهمه اليقين.
وتسعون في كل مائة، إن لم نقل أكثر من ذلك، يؤمنون بالعقيدة إيمان الوقاية أو إيمان الرغبة فيما يعدون به أنفسهم أو يعدهم به الهداة، وإذا استطاعت قوة الاعتقاد أن تقنع الملايين بالتسليم لقائد منجد أو دليل مرشد، فأحرى بهذه القوة أن تقنع وتبسط يده على خصومه مستحقين لعقابه، وعلى أصحابه مستحقا منهم الطاعة والتسليم.
لم يكن حسن بن الصباح خلوا من الإيمان بعمله فيما نرى، ولم يكن عسيرا عليه أن يركن إلى دعوة تغريه بها ضرورة الفطرة، ويحضه عليها فساد الزمن وسهولة المسوغ للخروج على المفسدين فيه، ولا يعز عليه أن يعززها بعلامة من علمه الواضح أو من علمه الغامض، وما يلتمع فيه من بريق يثبت عليه بالإلهام حينا بعد حين، فما عاش الرجل بقية حياته غائبا عن صوابه ولا مالكا لكل وعيه، وبين هذا وذاك منزلة الغالب والمغلوب والخادع والمخدوع.
استولى الحسن على قلعة «آلموت» في سنة 483 هجرية ومات في سنة 518 هجرية، فظل مالكا لتلك القلعة باسطا نفوذه على ما حولها خمسا وثلاثين سنة، لعله كان خلالها أقوى رجل في الديار الإسلامية من مراكش إلى تخوم الصين.
وولى عهده، وتسمى بالمهدي وانتحل البنوة الروحية للانتساب إلى الإمام، واستعان بتعدد المراجع في المذهب، فانفتحت أمام الحسن أبواب الدعوة لنفسه باسم «نزار».
ومات «المستنصر» الخليفة الفاطمي سنة 487 للهجرة، فساعد ذلك الإسماعيلي على انتحال المرجع الذي يروقه أن يدعيه، فهو حجة ومهدي وإمام كما يشاء. •••
وقد اعتمد في توطيد سلطانه على ثلاث: الحيلة، والغيلة، والفتنة الدخيلة. فمن الحيلة أن السلطان السلجوقي ملكشاه سير إليه فرقة لمحاصرته بعد استيلائه على قلعة آلموت بسنتين، ولم يستكثر من الجند كما أوصاه وزير نظام الملك استخفافا بشأن القلعة وحاميتها، فلما أحاطت الفرقة بالقلعة بين الجبال الجرداء والقفار الموحشة وطال على جنودها العهد بلهو العواصم والحواضر أمر الحسن بقافلة تحمل الخمور فيما تحمل من المتاع فسيرت على مرأى من الجيش المحاصر، فما وقعت أيديهم على زقاق
4
अज्ञात पृष्ठ