फातिमा ज़हरा वा फातिमिय्युन
فاطمة الزهراء والفاطميون
शैलियों
والمقصود بالدعوى المنتظرة كل دعوى تمليها البواعث النفسية أو البواعث السياسية والاجتماعية، وهي قوية لأنها لا تأتي عفوا، ولا يكتفي المدعون فيها بإبدائها وترك السامعين وشأنهم في قبولها أو الإعراض عنها، بل هم يدعونها ويحتالون على إيرادها مورد الصدق وتمثيلها في صورة الكلام السائغ المحقق، ثم يكررونها ويلحون في تكريرها، ويتحينون الفرص لنشرها في مظان الإصغاء إليها والرغبة في إثباتها.
وإذا كانت البواعث التي تمليها متعددة متجددة كان ذلك خليقا أن يزيدها قوة على قوة وإلحاحا على إلحاح، فهي تتوارد من جهات كثيرة وترجع إلى الظهور كرة بعد أخرى، كلما حيف عليها أن تضعف، وكلما تعاظم الرجاء في التحدث بها والالتفات إليها.
إن الدعوى المنتظرة قوية من أجل هذا.
وهي من أجل هذا بعينه ضعيفة متهمة.
لأن البواعث التي تمليها تريب السامع حين تنكشف له، وقد يكون الإلحاح فيها مشككا لمن يسمعها وكاشفا للغرض والهوى من ورائها.
وإذا تعددت البواعث كان ذلك أحرى أن يسوق التناقض والاختلاط إلى الروايات والأقاويل، فلا يتفق مروجوها على اختراعها ولا على نقلها، ومن لم يكن منهم مخترعا لروايته لم يجهد ذهنه في التوفيق بين النقائض والتقريب بين الأسانيد، فتصاب الدعوى بالضعف من جراء تعدد البواعث كما تأتيها القوة والمثابرة لهذا السبب، وتخسر من هنا كما تكسب من هناك. •••
وقد كان اتهام الفاطميين في نسبهم دعوى منتظرة، وكانت البواعث إليها متعددة متجمدة، فلا جرم تكون في وقت واحد أقوى الدعوات، ثم لا تلبث أن تعود أضعف الدعوات.
كان الفاطميون يطلبون الخلافة ويعتمدون في طلبها على النسب.
وكانوا يهددون بمساعيهم في طلب الخلافة خصوما كثيرين يملكون الدول في المشرق والمغرب ولا يريدون النزول عما ملكوه، أو لا يريدون بعبارة أخرى أن يسلموا للفاطميين صحة النسب الذي يعتمدون عليه.
فلم يكن أقرب إلى الذهن من مهاجمتهم في نسبهم وتجريدهم من الحجة التي يؤيدون بها مسعاهم، فهذه هي الدعوى المنتظرة التي تعددت بواعثها في المشرق والمغرب، وتوافقت الأغراض على ترويجها وتثبيتها بين الخائفين على عروشهم من نسب الفاطميين، وكلهم ذوو سلطان وذوو براعة وافتنان، ومن ورائهم من يرغبون في بقائهم أو يتلقون دعواهم بالتصديق والإيمان.
अज्ञात पृष्ठ