फातिमा ज़हरा वा फातिमिय्युन
فاطمة الزهراء والفاطميون
शैलियों
وكانت الزهراء نحيلة سمراء، يمازج لونها شحوب في كثير من الأوقات، وقد رآها النبي عليه السلام في مرض وفاته فقال لها إنها أسرع أهله لحوقا به، فلم تمض ستة أشهر، وقيل أقل من ذلك، حتى لحقت به في تلك السن التي تستقبل فيها الحياة.
وكانت تشكو حينا بعد حين، ويعودها النبي يواسيها في مرضها، فإذا هو يواسيها كذلك في حاجتها، زارها يوما وهي مريضة فقال لها: «كيف تجدينك يا بنية؟» فقالت: «إني لوجعة». ثم قالت: «وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله.» فاستعبر عليه السلام وقال: «يا بنية! أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين!»
وزارها يوما وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الإبل، فبكى وقال: «تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا لنعيم الآخرة.»
ولم يكن صلوات الله عليه يضن على فاطمة بما يملك من الأنفال،
1
فكان يخصها بالقسم الأوفى من حصته كلما فرق رزقا بين ذويه وزوجاته، ولكنها كانت فاقة تعمهم جميعا حين لا يجد النبي ما يفرقه بينهم، وقد شكت زوجاته تلك الفاقة فخيرهن بين التسريح لينعمن بالحياة الدنيا وزينتها، أو يردن الله ورسوله فيصبرن على ما هو صابر عليه!
الله أكبر! •••
مثل محمد يعلو على إشفاق المشفقين، ومن كان في قدرته أن ينعم من الدنيا بما يقطع قلوب الحاسدين حسدا، ثم يرضى لنفسه وآله منزلة الإشفاق، فذلك هو الإعظام غاية الإعظام وذلك هو المرتقى الذي قيل فيه:
وبعيد بلوغ هاتيك جدا
تلك عليا مراتب الأنبياء
अज्ञात पृष्ठ