रब्बानी विजय
الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
अन्वेषक
أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]
प्रकाशक
مكتبة الجيل الجديد
प्रकाशक स्थान
صنعاء - اليمن
[الجواب]
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمدك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وأصلي وأسلم على رسولك وآل رسولك، وبعد:
فإنه وصل إلى الحقير الجاني محمد بن علي الشوكاني، غفر الله له ذنوبه، وستر عن عيون الناس عيوبه- سؤال من عالم مفضال، عارف بما قد قيل وما يقال في مدارك الحرام والحلال عند اختلاف الأقوال، وتباين آراء الرجال، وهو العلامة الفهامة الأفخم محمد بن أحمد بن محمد (١) مشحم كثر الله فوائده، ومد على أهل العلم موائده.
وحاصل السؤال هو عن التوسل بالأموات المشهورين بالفضل وكذلك الأحياء والاستغاثة هم ومناجاتهم عند الحاجة من نحو: " على الله وعليك يا فلان" و" وأنا بالله وبك " وما يشابه ذلك، وتعظيم قبورهم واعتقاد أن لهم قدرة على قضاء حوائج المحتاجين، ونجاح طلبات السائلين، وما حكم من فعل شيئا من ذلك، وهل يجوز قصد قبور الصالحين لتأدية الزيارة ودعاء الله عندها من غير استغاثة بهم، بل للتوسل بهم فقط؟
فأقول مستعينا بالله: اعلم أن الكلام على هذه الأطراف يتوقف على إيضاح ألفاظ هي منشأ الاختلاف والالتباس، فمنها الاستغاثة بالغين المعجمة، والمثلثة، ومنها الاستعانة بالعين المهملة والنون، ومنها التشفع ومنها التوسل.
[معنى الاستغاثة] (٢)
فأما الاستغاثة بالمعجمة والمثلثة: فهي طلب الغوث، وهو إزالة الشدة كالاستنصار وهو
(١) تقدمت ترجمته (٢٨٥).
(٢) الاستغاثة: فقد اتفقت المصادر على أن معناه طلب الغوث، وهو إزالة الشدة، كما أن الاستنصار طلب النصر، والاستغاثة طلب العون، فيقال: استغاثه استغاثة فأغاثه إغاثة وغوثا وغياثا.
ويرى ابن الأثير: أن الإغاثة والإعانة بمعنى واحد. وعلى هذا تكون الاستغاثة هي الاستعانة، ولا ريب أن من استغاثك فأغثته فقد أعنته، إلا أن لفظ الاستغاثة مخصوص بطلب العون في حالة الشدة بخلاف الاستعانة. النهاية (٣/ ٤٠٠) ولسان العرب (١٠/ ١٥٣).
1 / 305