إلى غير ذلك (١).
وكان عليه سكينة ووقار، وفي لحيته الكريمة شعرات بيض كأنها النور الساطع.
زار القدس والخليل ﵊ عدد عفو اللَّه عن خلقه، وعدد ما أحصى علمه ﷾.
ثم رجع إلى نوى فمرض عند أبيه إلى أن توفي ليلة الأربعاء في الرابع والعشرين من
_________
(١) كـ"مختصر التنبيه"، وشرحه "تحفة الطالب النبيه"، وشرح "الوسيط" المسمى بـ"التنقيح"، ونكت على "الوسيط"، و"مهمات الأحكام"، و"العمدة في تصحيح التنبيه"، و"التحرير في لغات التنبيه"، و"نكت المهذب"، و"دقائق الروضة"، و"مختصر الترمذي"، و"الخلاصة" في الحديث، و"شرح سنن أبي داوود"، و"بستان العارفين"، و"الأصول والضوابط"، و"رؤوس المسائل"، و"المقاصد"، و"منار الهدى"، و"الترخيص في القيام"، و"المنثورات" وهو فتاويه جمعها تلميذه ابن العطار، و"مناقب الشافعي" اختصره من كتاب البيهقي وحذف أسانيده، وغيرها.
قال الإسنوي -كما في "طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (٢/ ١٥٧) -: (وينسب إليه تصنيفان ليسا له، أحدهما: مختصر لطيف يسمى: "النهاية في اختصار أسد الغابة"، والثاني: "أغاليط على الوسيط" مشتملة على خمسين موضعًا، بعضها فقهية وبعضها حديثية، وممن نسب هذا إليه ابن الرفعة في "المطلب في شرح الوسيط"، فاحذره؛ فإنه لبعض الحمويين، ولهذا لم يذكره ابن العطار تلميذه حين عدد تصانيفه واستوعبها). وفي كلام الإسنوي نظر؛ إذ إن الإمام النووي في كتابه "التقريب" ذكر أنه اختصر كتاب ابن الأثير "أسد الغابة"، فقد قال في "التقريب" (ص ٨١) في كلامه عن معرفة الصحابة ﵃: (وقد جمع عز الدين ابن الأثير الجزري في الصحابة كتابًا حسنًا، جمع فيه كتبًا كثيرة وضبط وحقق أشياء حسنة، وقد اختصرته بحمد اللَّه تعالى).
قال ابن العطار -كما نقله السيوطي في "المنهاج السوي" (ص ٢٠)، والسخاوي في "حياة الإمام النووي" (ص ٢٠) -: (وله شرح ألفاظ ومسودات كثيرة، ولقد أمرني مرة بجمع نحو ألف كراس بخطه، وأمرني أن أقف على غسلها في الورّاقة، وحلفني إن خالفت أمره في ذلك، فما أمكنني إلا طاعتُهُ، وإلى الآن في قلبي منها حَسَراتٌ).
قال السخاوي في "حياة الإمام النووي" (ص ٢٢): (فهذه نحو من خمسين تصنيفًا، كل ذلك -كما قال الكمال الأدفوي- في زمن يسير وعمر قصير).
قال الشافعي في "مرآة الجنان" (٤/ ١٨٥): (لعمري إنه عديم النظير في زهده وورعه وآدابه، وجميل سيرته ومحاسنه فيمن بعده من العلماء، ولا شك أن الإمام محيي الدين النووي مبارك له في عمره، ولقد بلغني أنه حصلت له نظرة جمالية من نظرات الحق سبحانه بعد موته، فظهرت بركتها على كتبه، فحظيت بقبول العباد والنفع في سائر البلاد).
قال السخاوي: وبخط تلميذه العلاء بن العطار أنه وجد بخطه: (من الطويل)
أموت ويبقى كل ما قد كتبته ... فيا ليت من يقرأ كتابي دعا لِيَا
لعل إلهي أن يَمُنَّ بلطفِه ... ويرحم تقصيري وسوءَ فِعاليا
1 / 32