फ़त्ह मजीद
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
संपादक
محمد حامد الفقي
प्रकाशक
مطبعة السنة المحمدية،القاهرة
संस्करण
السابعة
प्रकाशन वर्ष
١٣٧٧هـ/١٩٥٧م
प्रकाशक स्थान
مصر
शैलियों
दर्शनशास्त्र और धर्म
قال: "ولهما١ عن زيد بن خالد قال: " صلى لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " ٢".
زيد بن خالد الجهني صحابي مشهور، مات سنة ثمان وستين، وقيل: غير ذلك، وله خمس وثمانون سنة.
قوله: "صلى لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم" أي بنا، فاللام بمعنى الباء. قال الحافظ: وفيه إطلاق ذلك مجازا، وإنما الصلاة لله.
قوله: "بالحديبية" بالمهملة المضمومة وتخفيف يائها وتثقل٣.
قوله: "على إثر سماء كانت من الليل" بكسر الهمزة وسكون المثلثة على المشهور: وهو ما يعقب الشيء.
قوله: "سماء" أي مطر؛ لأنه ينزل من السحاب، والسماء يطلق على كل ما ارتفع.
قوله: "فلما انصرف" أي من صلاته، أي التفت إلى المأمومين، كما يدل عليه
قوله: "أقبل على الناس" ويحتمل أنه أراد السلام.
قوله: "هل تدرون" لفظ استفهام ومعناه التنبيه. وفي النسائي: " ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة؟ "٤. وهذا من الأحاديث القدسية. وفيه إلقاء العالم على أصحابه المسألة ليختبرهم.
فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من
قوله: "قالوا الله ورسوله أعلم" فيه حسن الأدب للمسئول عما لا يعلم أن يكل العلم إلى
١ رواه البخاري في الصلاة في باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم; وفي الاستسقاء في باب قول الله تعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)، ورواه مسلم في كتاب الإيمان (٧١) (١٢٥): باب بيان كفر من قال مطرنا بالنوء.
٢ البخاري: الجمعة (١٠٣٨)، ومسلم: الإيمان (٧١)، وأبو داود: الطب (٣٩٠٦)، وأحمد (٤/١١٧)، ومالك: النداء للصلاة (٤٥١) .
٣ قرية على حدود الحرم، وتسمى الآن الشميسي. وكان فيها صلح الحديبية بين رسول الله ﷺ والمشركين سنة ست من الهجرة، وكان هذا الصلح الفتح المبين.
٤ صحيح. أحمد (٤/١١٦)، النسائي (٣/١٦٤،١٦٥) . وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٣٢٦) .
1 / 325