162

फतह आला अबी फतह

الفتح على أبي الفتح

अन्वेषक

عبد الكريم الدجيلي

प्रकाशक

دار الشؤون الثقافية العامة

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٩٨٧ م

प्रकाशक स्थान

بغداد - العراق

وذكرت غناه عن هذا الاحتجاج. وهنا كلام يجري مجرى الإشباع لما قد مضى. كيف يجوز أن يقول اصطفاكا. ولا معنى لحياء المتنبي من الله سبحانه إذا فارق دار عضد الدولة واصطفاه بل يجب أن يتقرب إلى الله ﷿ بتلك المفارقة والزهد في داره. وإنما كان يجب أن يقول: حيي من أصدقائي وامرأتي لذلك، إذ كانوا هم الذين يلومونه ويعيرونه بمفارقته وهذه في خيبته، ولا خيبة أعلى منها فأما الله ﷿ فرضاه في زهده في خيبته وتركه إياها إذ كان ملكًا ظالمًا. وإنما يقول: إن حيي من الهي أن أفارقك، وقد اصطفاك الله تعالى، ووكل إليك الأرزاق والعباد. ألا ترى كيف بين وجه حيائه من الله تعالى إذ ذكر اصطفاءه له ولو لم يذكر لكان لا محيص له من هذا السؤال. وقوله: وما أخشى نبوَّك عن طريق ... وسيف الدولة الماضي الصقيل ليس قوله: وسيف الدولة، ضرورة عاد بها من لفظ الخطاب إلى لفظ الأخبار، إذ قال نبوك بل يعني أني لا أخشى نبوك عن هذا الطريق، وسيف الدولة لا يكون إلا الماضي الصقيل وأنت سيفها، فلا تكون إلا ماضيًا صقيلا. وسيف الدولة في هذين البيتين يعني به سيف الحديد لا الممدوح. على إنه لا يمنع أن يقال عناه به ورجع من لفظ الخطاب إلى الأخبار. كأنه يقول: لا أخشى نبوك أنت الماضي الصقيل إلا إنه قلق والمعنى ما ذكرت أولا.

1 / 196