وقوله:
أوشك أنك فرد في زمانهم ... بلا نظير ففي روحي أخاطرُهُ
ربما اشتبه هذا البيت على كثير من المتعلمين فنحن نوضحه. قوله: أخاطره هو من الخطر الذي يكون بين المتراهنين يقال: سابق فلان فلانا على كذا أي راهنته. وقد يقال: بايعته. قال الشاعر:
من شاء بايعته مالي وخلعته ... ما تكمل التيم في ديوانهم سطرا
وليس هو من الخطر الذي هو الندب. ولا المخاطرة بالكم والذنب وهي تحريكهما من الخيلاء والكبر يقول: فمن شك في ذلك فأني أتابعه في روحي وروحه. فاكتفى بالأول لعلم المخاطب.
وقوله:
إليك ابن يحيى بن الوليد تجاوزت ... بي البيد عنسٌ لحمها والدم الشعر
قد ألفيت بعض المتشيعين يرويه: الشعر بفتح الشين. ويفسره إنه يعني لهزالها لم يبق لها لحم ولا دم إلا الشعر وحده. ولم يرو ذلك أحد عن أبي الطيب وما هو إلا من وساوس الشيطان والذي يروي عنه الشعر بكسر الشين.
ويحتمل من المعاني وجوهًا كثيرة. فأولها وهو الذي