الصحاح، ومن عرف ذلك لم يشتبه عليه ضبط الأمثلة، يسر الله النفع بذلك.
ثم كأن السامع لما توفرت رغبته قال: فكيف لي بذلك، فقال:
(فهاك نظمًا محيطًا بالمهم وقد ... يحوي التفاصيل من يستحضر الجملا)
فها: اسم بمعنى خذ، والكاف فيه حرف خطاب يفتح للمذكر ويكسر للمؤنث ويثنى ويجمع، تقول هاكَ هاكِ هاكما هاكم هاكن، وقد يبدل من الكاف همزة تتصرف كتصرفه فيقال: هاءَ للمذكر بفتح الهمزة، وهاءِ للمؤنث بكسرها، وهاؤما وهاؤم وهاؤن، وبهذه اللغة جاء قوله تعالى ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ أي هاكم. ونظم الشيء: تأليفه على وجه مخصوص، ومنه نظم الشعر، يقال: نظمه وينظمه كضربه يضربه نظمًا ونظامًا، أي جمعه وألفه والإحاطة بالشيء: إدراكه من جميع جهاته، ومنه الحائط. والمهم: الأمر الذي يهمك شأنه والتفاصيل بالأمور الجزئية كمعرفة أفراد مواد اللغة مثلًا، والجمل: الأمور الكلية، كمعرفة الأبنية والأقيسة مثلًا. والمعنى: أن هذه المنظومة قد احتوت على المهم من علم اللغة وهو الأبنية والأقيسة التي يتوصل بها إلى حفظ أفرادها ورد كل نوع إلى أصله.
1 / 30