264

फतह अल्लाह हामिद

فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد

शैलियों

شرح الباب 23

باب ما جاء في بيان السحر وأنواعه وحكمه

أما حده وبيانه، فقال صاحب القاموس: السحر بالكسر هو ما دق مأخذه ولطف.

وأما أنواعه فهو قولي وفعلي والكل يحصل به مقصود الساحر من تفريق أو تبديل أو تغيير أو اختلاف، ويتفرع من هذين النوعين فروع مستنكرة مستغربة ولولا أن الله تعالى من حكمته الباهرة يبطله إذا أتى به الساحر في مقام ادعاء النبوة لادعى النبوة، لأن كل ما يفعله النبي بأمر الله معجزة له حقيقة يفعله الساحر مجازا بالتخيلات كما قال تعالى: {فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى} . [طه: 66] . فأثبت الله لها السعي من سحرهم، وثانيا: إن عمل الساحر ما يثبت بل يبطل كما قال تعالى: {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} . [يونس: 81] . وقال تعالى: {ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى } . [طه: 69] .

وأما معجزة الأنبياء فلها حقيقة كما جرى بين موسى والسحرة فإنهم مع كثرتهم قيل أنهم سبعون ألفا وألقوا ما ألقوا من الكيد أمر الله موسى أن يلقي عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون.

पृष्ठ 313