फतह अल्लाह हामिद
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
शैलियों
الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل منهما وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان # والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام المنبر يوم الجمعة حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم، وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وإذلالا له وتضرعا ورقا واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله تعالى وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده صلى الله عليه وسلم، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار ثم دخل على الله وألح عليه في المسألة والتعلق به ودعا رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين يديه صدقة فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ولا سيما إذا صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة وأنها متضمنة للاسم الأعظم". انتهى كلامه رحمه الله في فوائد الدعاء وموجبات الإجابة وموانعها.
واعلم أن تحقيق التوحيد له درجات بعضها فوق بعض، ففي ذروة سنامه إبراهيم خليل الرحمن وسيد المرسلين محمد بن عبد الله، فأما إبراهيم لما رمي في النار وقال له جبريل ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، جعل الله له النار بردا وسلاما، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالوا : {إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} . [آل عمران: 173] . ومن بعدهما صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {والذين هم بربهم لا يشركون} . فكل من لا يشرك بربه فالآية تشمله.
पृष्ठ 158