Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan
فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
शैलियों
وهذا دليل صدق أهل ذلك العصر، وعدم انحطاطهم إلى مرتبة الكذّابين -خذلهم الله تعالى-، ولو لم يدلّ على ذلك إلا أنّ معاوية لم يرو شيئًا قطّ في ذمّ عليّ ﵁، ولا في استحلال حربه، ولا في فضائل عثمان، ولا في ذمّ القائمين عليه، مع تصديق جنده له، وحاجته إلى تنشيطهم بذلك فلم يكن منه في ذلك شيء على طول المدّة، لا في حياة عليّ ولا بعد وفاته، ولا تفرّد برواية ما يخالف الإسلام ويهدم القواعد، ولهذا روى عن معاوية غير واحد من أعيان الصحابة والتابعين» (^١).
معاوية مع أبي بكر الصدِّيق ﵄-:
بعد وفاة رسول الله ﷺ وتولِّي أبي بكر ﵁ الخلافة، ظلَّ معاوية على ما كان عليه، من خدمته لدينه، وجهاده وسعيه مع إخوانه للذبِّ عنه ونشره.
ومن ذلك: أنه شارك في معركة اليمامة، والتي كانت في أوائل عهد أبي بكر ﵁، وأبلى فيها المسلمون بلاءً حسنًا، وثبَّتهم الله حتى قُتل مسيلمةُ الكذاب (^٢).
قال ابنُ كثيرٍ عنه: «وشهد اليمامة، وزعم بعضهم أنه هو الذي قتل مسيلمة الكذاب، حكاه ابن عساكر، وقد يكون له شركٌ في قتله، وإنما الذي طعنه وحشي، وجلَّله أبو دجانة سماك بن خرشة بالسيف» (^٣).
وذكر الطبريُّ في أحداث سنة ثلاث عشرة من الهجرة، عندما بدأ أبو بكر الصديق ﵁ إرسال الجيوش إلى بلاد الشام، أنه أرسل معاوية أميرًا على مددٍ أرسله إلى يزيد بن معاوية بالشام (^٤).
_________
(^١) المصدر السابق (٢/ ٥٤١).
(^٢) انظر تفاصيل ذلك في: تاريخ الطبري (٣/ ٢٨١ - ٣٠٠).
(^٣) البداية والنهاية (١١/ ٣٩٦).
(^٤) إسناده ضعيف: أخرجه الطبري في تاريخه (٣/ ٣٩٠ - ٣٩١)، وفي سنده سيف بن عمر التميمي، ضعيف في الحديث، عمدة في التاريخ، كما في التقريب (٢٧٢٤)، والراوي عنه: شعيب بن إبراهيم، فيه جهالة، كما في لسان الميزان (٤/ ٢٤٧).
1 / 46