283

Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan

فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان

शैलियों

وفي رواية أخرى: عن أيوب السختياني، عن عبد الله بن أبي مليكة أو غيره (^١): «لما قدم معاوية دخل على عائشة، فقالت: أقتلتَ حُجرا؟! قال: يا أم المؤمنين! إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم» (^٢).
فالخلاصة: أن هذا أمر اجتهد فيه معاوية، فإن أصاب: فله أجران، وإن أخطأ: فقد أخطأ أسامة بن زيد قبل ذلك في قتل الرجل الذي قتل المسلمين، ثم نطق بالشهادتين قبل أن يقتله أسامة (^٣).

(^١) الشك من إسماعيل بن إبراهيم بن علية، الراوي عن أيوب.
(^٢) في إسناده ضعف: أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٢/ ٢٢٩)، وفي سنده أبو عبد الله البلخي، الحسين بن محمد بن خسرو، شيخ ابن عساكر، قال عنه الحافظ في لسان الميزان (٣/ ٢٠٨): وترجمه أبو سعد بن السمعاني في ذيل بغداد فقال: البلخي السمسار أبو عبد الله، مفيد بغداد في عصره سمع الكثير. وسألت أبا القاسم -يعني: ابن عساكر- عنه؛ فقال: سمع الكثير، غير أنه ما كان يعرف شيئا. وسألت ابن ناصر عنه؛ فقال: كان فيه لين، وكان حاطب ليل ويذهب إلى الاعتزال".
(^٣) أخرج البخاري (٤٢٦٩)، ومسلم (٩٦) عن أسامة بن زيد قال: "بعثنا رسول الله ﷺ إلى الحرقة من جهينة، فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكفَّ عنه الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي ﷺ، فقال لي: يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذا، قال: فقال: أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: فما زال يكررها عليَّ حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم".

1 / 283