لَا يخر عَلَيْهِ حَائِط أَو يتردى فِي بِئْر أَو تصيبه دَابَّة حَتَّى إِذا جَاءَهُ الْقدر الَّذِي قدّر لَهُ خلت عَنهُ الْحفظَة فَأَصَابَهُ مَا شَاءَ الله أَن يُصِيبهُ) وَفِي لفظ لأبي دَاوُد (لَيْسَ من النَّاس أحد إِلَّا وَقد وكل بِهِ ملك فَلَا تريده دَابَّة وَلَا شَيْء إِلَّا قَالَ اقفه فَإِذا جَاءَ الْقدر خلى عَنهُ) . وَأخرج ابْن جرير عَن أبي مجلز قَالَ: (جَاءَ رجل من مُرَادة إِلَى عليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَ: احترس فَإِن نَاسا من مُرَادة يُرِيدُونَ قَتلك فَقَالَ إِن مَعَ كل رجل ملكَيْنِ يحفظانه مِمَّا لم يقدر فَإِذا جَاءَ الْقدر خليًا بَينه وَبَينه وَإِن الْأَجَل جنَّة حصينه) . وَأخرج ابْن جرير عَن أبي أُمَامَة قَالَ: (مَا من آدَمِيّ إِلَّا وَمَعَهُ ملك يذود عَنهُ حَتَّى يُسلمهُ للَّذي قدر عَلَيْهِ) . وَأخرج ابْن جرير عَن كَعْب الْأَخْبَار قَالَ: (لَو تجلى لِابْنِ آدم كل سهل وحزن لرَأى كل شَيْء من ذَلِك شياطين لَوْلَا أَن الله وكل بكم مَلَائِكَة يَذبُّونَ عَنْكُم فِي مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إِذا لتخطفنكم) . وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد قَالَ: مَا من عبد إِلَّا بِهِ ملك مُوكل يحفظه فِي نَومه ويقظته من الْجِنّ وَالْإِنْس والهوام فَمَا مِنْهَا شَيْء يَأْتِيهِ يُريدهُ إِلَّا قَالَ: وَرَاءَك إِلَّا شَيْئا يَأْذَن الله فِيهِ فَيُصِيبهُ) . وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْفِرْيَابِي وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﵄ فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ﴾ [الرَّعْد: ١١] . قَالَ: مَلَائِكَة من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه يَحْفَظُونَهُ فَإِذا جَاءَ الْقدر خلوا عَنهُ) . وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن عَطاء قَالَ: (﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ [الرَّعْد: ١١] قَالَ: هم الْكِرَام الكاتبون حفظَة من الله على بني آدم أمروا بِهِ) . وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي: (﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ [الرَّعْد: ١١] قَالَ: الْحفظَة) . وَأخرج ابْن الْمُنْذر من وَجه آخر عَن مُجَاهِد فِي (﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ [الرَّعْد: ١١] قَالَ: الْمَلَائِكَة تعاقب اللَّيْل وَالنَّهَار)، وَبَلغنِي أَن النَّبِي ﷺ قَالَ: (يَجْتَمعُونَ فِيكُم عِنْد صَلَاة الْعَصْر وَعند صَلَاة الصُّبْح) من بَين يَدَيْهِ، مثل قَوْله تَعَالَى: ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ﴾ [ق: ١٧] الْحَسَنَات من بَين يَدَيْهِ والسيئات من خَلفه الَّذِي على يَمِينه يكْتب الْحَسَنَات، وَالَّذِي على يسَاره يكْتب السَّيِّئَات، وَالَّذِي على يَمِينه يكْتب بِغَيْر شَهَادَة، وَالَّذِي على يسَاره لَا يكْتب إِلَّا بِشَهَادَة الَّذِي على يَمِينه، فَإِن مَشى كَانَ أَحدهمَا أَمَامه وَالْآخر وَرَاءه، وَإِن قعد كَانَ أَحدهمَا على يَمِينه وَالْآخر على يسَاره، وَإِن رقد كَانَ أَحدهمَا عِنْد رَأسه وَالْآخر عِنْد رجلَيْهِ يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله) قَالَ: يحفظون عَلَيْهِ. وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﵄ فِي قَوْله تَعَالَى: (﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ﴾ [الرَّعْد: ١١] الْآيَة، قَالَ: هم الْمَلَائِكَة تعقبه بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وتكتب على ابْن آدم) وَأخرج ابْن جرير عَن سعيد بن جُبَير فِي: (﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ﴾ [الرَّعْد: ١١] قَالَ: الْمَلَائِكَة يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله) قَالَ: حفظهم إِيَّاه من أَمر الله. وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد فِي: (﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ﴾ [الرَّعْد: ١١] الْآيَة، قَالَ: الْمَلَائِكَة من أَمر الله) . وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﵄ فِي: (﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ﴾ [الرَّعْد: ١١] الْآيَة، قَالَ: الْمَلَائِكَة يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله. قَالَ: بِإِذن الله) أَي فَمن فِي الْآيَة بِمَعْنى الْبَاء. وَأخرج ابْن أبي حَاتِم فِي: (﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الرَّعْد: ١١] قَالَ: عَن أَمر الله يَحْفَظُونَهُ من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه) . وَقَوله: وَهل على غير الْإِنْسَان حفظَة؟ جَوَابه: لَيْسَ عَلَيْهِ حفظَة كِتَابَة وإحصاء وضبطًا كَمَا صرحت بِهِ الْآيَة السَّابِقَة أَعنِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ﴾ [الانفطار: ١٠] . وَقَوله: وَإِذا مَاتَ الْإِنْسَان إِلَى أَيْن يُصَار بهم؟ جَوَابه: أخرج أَبُو الشَّيْخ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أنس أَن النَّبي ﷺ قَالَ: (إِن الله وكل بعيده الْمُؤمن ملكَيْنِ يكتبان عمله فَإِذا مَاتَ قَالَ الْملكَانِ اللَّذَان وكلا بِهِ قد مَاتَ فَأذن لنا أَن نصعد إِلَى السَّمَاء، فَيَقُول الله سُبْحَانَهُ: سمائي مَمْلُوءَة من ملائكتي يُسَّجونني، فَيَقُولَانِ فَأَيْنَ؟ فَيَقُول: قوما على قبر عَبدِي فسبحاني واحمداني وكبِّراني واكتبا ذَلِك لعبدي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) . وَقَوله: وَهل هم غير الْكِتَابَيْنِ الكريمين؟ جَوَابه: أَنه قد علم مِمَّا قدمْنَاهُ أَن مَلَائِكَة الْحِفْظ الموكلين بالإنسان ينقسمون إِلَى أَن مِنْهُم من هُوَ مُوكل بِالْحِفْظِ لَا غير، وَمِنْهُم وهما الكاتبان الكريمان من هُوَ مُوكل بِالْحِفْظِ وَالْكِتَابَة، وَورد فِي هذَيْن أَنهم يفارقون الْإِنْسَان. فقد أخرج الْبَزَّار عَن ابْن عَبَّاس ﵄ قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: (إِن الله يَنْهَاكُم عَن التعري فاستحيوا من مَلَائكَته الَّذين مَعكُمْ الْكِرَام الْكَاتِبين الَّذين لَا يفارقونكم إِلَّا عِنْد أحد ثَلَاث الْجَنَابَة وَالْغَائِط وَالْغسْل) . وَظَاهر أَنه لَيْسَ المُرَاد هُنَا الْمُفَارقَة بِالْكُلِّيَّةِ بل يبعدون عَنهُ حينئذٍ نوع بعد. وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس ﵄ قَالَ: (خرج رَسُول الله ﷺ عِنْد الظهيرة فَرَأى رجلا يغْتَسل بفلاة من الأَرْض فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ: أما بعد، فَاتَّقُوا الله وأكرموا الْكِرَام الْكَاتِبين الَّذِي
1 / 25