فقال أبو سفيان لعبد الله: «هل عندك جواد لركوبك.»
قال: «كلا لأني تركت فرسي في بصرى.»
فأمر أن يعطى له فرس من أفراس حاشيته وقال له: «اركب هذا الجواد الآن فإذا وصلنا القافلة أعطيناك فرسا يليق بك.»
الفصل الثامن عشر
جواد حماد
فركبوا حتى جاؤوا القافلة خارج المدينة فجلسوا للاستراحة قليلا وعبد الله لا يرتحاح إلا إلى السفر استعجالا لملاقاة حماد ولكنه أطاعهم فجاؤوه بفرس عليه سرج ثمين فلما وقع نظره عليه اختلج قلبه في صدره لأنه يشبه فرس حماد ثم تأمله جيدا فإذا هو هو بعينه فأعاد نظره على السرج فإذا هو سرج فرس حماد فدنا منه ولمسه بين عينيه فآنس بالفرس حنوا إليه وارتياحا إلى لمسه فتحقق أنه هو فرس حماد بعينه فبغت وكان أبو سفيان واقفا على مقربة منه يراعيه فلما رأى ذلك منه سأله عن أمره.
فقال: «أني في ريب من أمر هذا الفرس لأنه فرس ولدي.»
فقال أبو سفيان: «وكيف عرفته.»
قال: «عرفته من لونه وقده وسرجه وقد ربيته منذ كان مهرا رضيعا وأعرف أمه قبله.»
فعجب أبو سفيان لهذا الإتفاق الغريب وقال له: «وأين كان ولدك.»
अज्ञात पृष्ठ