السيرة الحلبية.
سيرة ابن هشام.
أديان العرب.
السيرة الشامية.
الجزء الأول
الفصل الأول
ملوك غسان
بنو غسان عرب منتصرة كانوا عمالا لقياصرة الروم في الشام وأصلهم يمنيون من بني قحطان هاجروا اليمن بعد سيل العرم، والعرم سد كان بجوار مدينة مأرب باليمن يعرف بسد مأرب تهدم في القرن الأول للميلاد وطافت مياهه على ما جاوره من البلاد والقرى فقل سبيل الناس إلى الاستقاء فنزح أهلها إلتماسا للرزق ومنهم الغساسنة نزلوا ضواحي الشام بقرب ماء اسمه غسان فنسبوا إليه واعتنقوا الديانة المسيحية ويسميهم مؤرخو الإسلام العرب المنتصرة ويعرفون أيضا بملوك غسان. وأول من عرف منهم جفنة عاش في القرن الثاني للميلاد واتصل الملك بعده بنسله فحكم منهم نحو 27 ملكا آخرهم جبلة بن الأيهم وفى أيامه ظهر الإسلام وفتحت الشام على عهد الخليفة أبى بكر الصديق وانقرضت دولتهم كما سترى. ولكن منهم الآن بقية متبعثرة في ضواحي البلقاء واليرموك وحمص.
ومن العرب المنتصرة ملوك الحيرة ويقال لهم المناذرة (جمع المنذر) أو الملوك اللخميون نسبة إلى لخم بن عدي وهم من عرب اليمن نزحوا أيضا بعد السيل وأقاموا في العراق وكانوا عمالا للفرس هناك ونسبتهم إلى ملوك الفرس كنسبة ملوك غسان إلى قياصرة الروم أي أن كلا من الفريقين كانوا عمالا لإحدى هاتين الدولتين.
فالغسانيون كانوا يقيمون في حوران والبلقاء وما جاورهما وكانوا أشبه شيء بالولاة المستقلين تحت رعاية الرومانيين فيمتازون عن ولاة الروم باستقلالهم في حكومتهم الداخلية تحت شروط معلومة فيؤدون الجزية ويمدون الرومانيين بالجند من قبيلتهم عند الحاجة وخصوصا في حروبهم مع الفرس. أو لعلهم كانوا من قبيل أصحاب الإقطاعات والمتعهدين.
अज्ञात पृष्ठ