घस्सान की लड़की

जुर्जी ज़ैदान d. 1331 AH
212

घस्सान की लड़की

فتاة غسان

शैलियों

وحكم (انوشروان) 48 سنة وخلفه ابنه هرمز وكانت أمه ابنة ملك التتر وأستاذه الحكيم بزر جمهر وكان وزيره فسارت الأحكام في أيام هذا الحكيم على مثال ما كانت في زمن أنوشروان فلما توفي بزر جمهر انغمس هرمز في الشهوات وأهمل شؤون المملكة فعصاه الولاة وغزاة ملك التتر فنصره قائد من قواده اسمه بهرام كان آية في الدهاء والذكاء وطرد التتر من البلاد ثم تحول إلى محاربة الرومانيين فوشى به بعض المقربين من البلاط الملوكي فاظهر له هرمز بعض الاحتقار فاستشاط بهرام غيظا وجاهر بعصيان الملك وخلعه وولى بعده ابنه كسرى برويز وكان صبيا صغيرا تساعد على قتل أبيه ببعض أقربائه فلما خلص الحكم له طمع بهرام بالملك ففر برويز من وجهه واستجار بملك الرومانيين في ذلك العهد واسمه الإمبراطور موريس فانجده ورد الملك إليه ففر بهرام إلى بلاد التتر فأحسنوا وفادته ولكن الخيانة لحقته إلى هناك فمات مسموما.

واستبد كسرى برويز بالحكم وقد عقد النية على صداقة الإمبراطور موريس لأنه هو الذي رد الملك إليه فبالغ في إكرام الرومانيين في بلاده فلما مات صديقه المذكور عاد إلى مناوأة الروم فأثار عليهم حربا عوانا فغزا بلاد الشام ودخل بيت المقدس فعثر هناك على الصليب الذي يقال أن السيد المسيح صلب عليه وكان في حفرة بصندوق من الذهب فحمله إلى المدائن وكان برويز مع ذلك ملكا خاملا مترفا منغمسا بالملاهي إلى ما يفوق طور التصديق حتى قيل أنه تزوج 12 ألف امرأة واقتنى خمسين ألف جواد وهو الذي جاءه كتاب صاحب الشريعة الإسلامية الغراء يدعوه فيه إلى الإسلام كالكتاب الذي جاء الإمبراطور هرقل في بيت المقدس فاحتقر برويز ذلك الكتاب وأساء حامله .

ثم ما لبث برويز أن علم بعزم الإمبراطور هرقل على اكتساح بلاده ولم يقو على دفعه فما زال هرقل هاجما وأهل القرى يفرون من أمامه حتى وصل المدائن وبرويز لاه بقصره ونسائه فلما أحس بقرب الخطر فر فنقم عليه ابنه شيرويه فقتله وحكم مكانه سنة 629م ولكنه لم يحكم طويلا فخلفه سواه وسواه وفي سنة 630م تولى تخت مملكة الفرس فتاة من آل ساسان اسمها بودان دخت ابنة كسرى برويز وفي أيامها هجم هرقل على المدائن واسترجع الصليب منها وحمله إلى القسطنطينية وحكمت بعدها أختها آزرميدخت سنة 633م (10ه) واشتهرت بالجمال والتعقل وماتت مسمومة ولها قصة يطول شرحها وملك بعدها ملكان لم يطل حكمها وأخيرا أفضى الملك إلى يزدجرد بن شهريار بن كسرى وفي أيامه فتح العرب بلاد فارس.

الفصل السادس والستون

المدائن

هي عاصمة أكاسرة الفرس ويسميها اليونان كتيسيفون ويسميها الطبري طيسبون والغالب أن كتيسيفون قسم من المدائن وكانت على مسافة عشرين ميلا من بغداد جنوبا على الضفة الشرقية لدجلة يقابلها في الغرب بلدة اسمها كوش يعتبرها بعضهم من ضواحي كتيسيفون بينهما جسر عظيم مبني من السفن وكان بجوار ذلك المكان أيضا آثار مدينة يونانية اسمها سلوقية نسبة إلى سلوقون خليفة الإسكندر هناك وقد سميت هذه الأماكن بجملتها المدائن (جمع مدينة). وأصل بناء المدائن أنه كان في مكانها حصن كبير يسمى حصن كتيسيفون كان البرطيون (الفرثيون) أبان سلطانهم على العراق يقيمون فيه أثناء الشتاء لصفاء الجو هناك وكان بجوار الحصن مدينة سلوقية الشهيرة ثم أخذوا يبنون حول الحصن المنازل والحدائق فلم يأت تاريخ الميلاد المسيحي حتى بنيت هناك مدينة سميت باسم الحصن كما جرت العادة في مثل هذه الحال وظلت المدائن مقام الأكاسرة في زمن الشتاء. وكانت محاطة بسور منيع عليه الأبراج والقلاع يزيد مناعته مياه دجلة من جهة والآجام والمستنقعات من الجهات الأخرى فأصبحت المدائن جزيرة في وسط المياه يستحيل وصول الأعداء إليها قبل أن تمزقهم نبال الفرس من الأسوار وقد كان بين دجلة والفرات جنوبي المدائن قناة موصلة بينهما اسمها نهر ملكا ومعناها بالكلدانية نهر الملك تسهل نقل السفن بين النهرين.

وكان على ساحل المدائن عند دجلة سلم ممتد بطول الضفة يصعد عليه الناس من النهر إلى المدينة بدرجات متينة مبنية من الحجر ويسمى هذا السلم باصطلاح أهل تلك البلاد «مسناة».

وترسو عند المسناة سفن الفرس مئات وألوفا حتى تخال سواريها غابة من الأعمدة تناطح السحاب والناس فيها جماعات يتزاحمون بين صاعد ونازل وشكل السفن يشبه شكلها في العراق الآن فأنها مبتورة المؤخر كأنها قطعت بسكين قطعا عاموديا فصارت عريضة ملساء وأما مقدمها فأنه يصعد مستدقا رويدا رويدا حتى إذا انتهى إلى أعلاه انحنى على نفسه نحو السفينة على شكل المنجل فتخال تلك السفن إذا تحاذت متلاصقة عند المسناة وقد أديرت مقاديمها نحو المدينة أنها سيوف عقفاء يحملها جند من الحرس يحمون المدائن.

ولو اطللت على المدائن من مرتفع في ذلك العهد لخيل لك أنها غوطة فيها البساتين والمغارس بينها القصور والمنازل مبنية من الآجر وقد قام في وسطها الإيوان كأنه ملك عظيم الشأن تحف به الخدم والأعوان.

الفصل السابع والستون

अज्ञात पृष्ठ