الفصل الثلاثون
اليأس من وجود عبد الله
تركنا حمادا في انتظار خبر والده وسلمان يتردد إلى بصرى وضواحيها يسأل عنه حتى يئسا من العثور عليه هناك فقلق حماد لذلك كثيرا وخاف من سوء يصيبه وكان سلمان في مثل قلقه فعاد ذات يوم من بصرى وكان قد ذهب إليها للبحث عن سيده ولم يقف له على خبر فوصل خيمة حماد فرآه غارقا في بحار الهواجس فلما دخل ناداه حماد: «ما وراءك يا سلمان.»
قال: «ما زلت على ما فارقتني ولا أراني قادرا على الصبر بعد هذا الانتظار فأذن لي بالمسير إلى بيت المقدس أو عمان للتفتيش عن سيدي فقد مللت الانتظار.»
فقال حماد: «ألا ترى أن أسير أنا معك.»
قال: «لا حاجة إلى ذهابك فامكث هنا ريثما اعود.»
فقال: «هل تسير إلى بيت المقدس أم إلى عمان.»
قال: «أرى أن أسير إلى بيت المقدس أتتبع خطوات سيدي منها حتى أقف على خبره فضلا عما في الطريق من هنا إلى عمان من الأخطار التي لم ننسها بعد.»
قال: «سر بحراسة الله ولا تطل الغياب فإني في انتظارك وأنت تعلم حالي من القلق.»
فودعه وخرج على جواده وقد لبس ثياب السفر وسار قاصدا بيت المقدس فوصلها بعد أيام فجال في شوارعها حتى انتهى إلى خان علم من قيافة صاحبه انه عربي فدخل والتمس مبيتا عنده فأعد له غرفة نزل فيها وأرسل جواده إلى الإسطبل ثم بدل ثيابه وجاء إلى صاحب الخان فجلس إليه وجعل يحادثه في مواضيع مختلفة حتى تطرق إلى حكاية هرقل وما كان من مجيئه إلى هناك فآنس في الرجل علما ببعض الحكاية فقال له: «وهل رأيت القيصر يوم مجيئه.»
अज्ञात पृष्ठ