224

फस्ल मकाल

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

संपादक

إحسان عباس

प्रकाशक

مؤسسة الرسالة

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٩٧١ م

प्रकाशक स्थान

بيروت -لبنان

لا (١) أعرفنك إن جدت عداوتنا ... والتمس النصر منكم عوض تحتمل قال الأموي، عبد الله بن سعيد: العرب تقول جاء فلان محتملًا من الغضب أي مستخفًا، قال الجعدي (٢):
كلبًا من حس ما قد مسه ... وأفانين فوادٍ محتمل أي مستخف.
قال أبو عبيد: ومنه قولهم: " لا يمبك مولىص نصرًا " وكان المفضل فيما روي عنه يقول (٣): إن أول من قاله انعمان بن المنذر وذلك أن العيار بن عبد الضبي كان الذي بينه وبين ضرار بن عمرو سيئًا، وذكر خبرهما مختصرًا.
ع: كانا وفدا على النعمان فأجرى عليهما نزلًا، وكان العيار بطالًا يقول الشعر يضحك النعمان، وكان قد قال:
لا أذبح البازل الشبوب ولا ... أسلخ يم المقامة العنقا وكان منزلها واحدًا، وكان النعمان باديًا، فأرسل إليهما بجزر فيها تيس فقال ضرار للعيار: لوسخلت هذا التيس، قال: ما أبالي، فذبحه ثم سلخه، وانطلق ضرار إلى النعمان فقال: أبيت اللعن، هل لك في العيار يسلخ تيسًا؟ قال النعمان: أبعد قوله؟ قال: نعم، فأرسل إليه النعمان فوجده يسلخه فأتي به فضحك معه ساعة، فعرف العيار أن ضرارًا دهاه فأصر عليها.
وكان النعمان يجلس في الهاجرة في ظل سرادقه ويؤتى بطعامه، وكان كسا ضرارًا حلة من حلله، وكان ضرار شيخًا أعرج، فلما كانت الساعة التي يجلس

(١) س ط: لأعرفنك.
(٢) البيت في المعاني الكبير: ١١٣٣ واللسان: (حمل) .
(٣) انظر أمثال الضبي: ١٤ - ١٥.

1 / 212