164

फस्ल मकाल

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

अन्वेषक

إحسان عباس

प्रकाशक

مؤسسة الرسالة

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٩٧١ م

प्रकाशक स्थान

بيروت -لبنان

تشابه أعناق الأمور بواديًا ... وتظهر في أعقابها حين تدبر (١) ع: ومن هذا قول الشاعر وهو يبين الغرض فيه (٢): لا يحذرون الشر حتى يصيبهم ... ولا يعرفون الأمر إلا تدبرا يقول: بعد إدباره، وهذا هو الرأي الدبري عندهم وهو الذي لا يظهر إلى صاحبه إلا بعد إدباره الأمر، وأحسن من البيت الذي أنشده أبو عبيد وأسير ي الأمثال قول الشاعر (٣): تبين أعجاز الأمور مواضيا ... وتقبل أشباهًا عليك صدورها ٤٥؟ باب الرجل المجرب الذي قد جرسته (٤) الأمور وأحكمته قال أبو عبيد: قال أبو زيد والأصمعي جميعًا في مثل هذا " إنه لشراب بأنقع " أي أنه معاود للخير والشر. قال: وأخبرني بعض علمائنا أن ابن جريج قاله في معمر بن راشد. ع: قال أبو محمد: الصحيح في تفسير هذا المثل أن الطائر إذا كان حذرًا منكرًا (٥) لم يرد المياه التي يردها الناس لأن الأشراك تنصب بحضرتها وإنما يرد

(١) أعناق الأمور: أوائلها، وعنق كل شيء أوله؛ ط: إذا بعدت. (٢) البيت لجرير كما في ديوانه: ٢٤٦ واللسان (دبر) . (٣) هو شبيب بن البرصاء، والبيت من قصيدة له في التبريزي ٣: ٧٧ والمرزوقي: ٤٠٣ وحماسة البحتري: ١٥٤. (٤) ص: جسرته؛ ح: حزمته. (٥) المنكر: الداهية الفطن.

1 / 152