ومن ذلك: معرفة /207أ/ النفس وشرورها ودسائسها من الشرة والحرص والحسد والغضب والكبر والبخل وحب الدنيا وحب التعظيم وحب الرياسة، ومعرفة الشيطان وكيده ومداخل غروره، ومعرفة موازين الأعمال وما الذي ينبغي أن يبدأ به وأيها الذي يرجح على صاحبه عند الله محبة ومنزلة ومراعات موقع نظر الرب وإهمال موقع نظر الخلق، ومعرفة حقوق الخلق مثل الوالدين وذوي الأرحام والأئمة من أهل العدل والإنصاف والعلماء العاملين والصلحاء المقتدين والمشايخ المهتدين والجيران وعامة المؤمنين وما الذي يجب لكل منهم من الحق، ومعرفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيفيته وصفته، إلى غير ذلك مما قد ذكر في غير هذا الموضع.
فهذا هو العلم المطلوب من الخلق معرفته، وهو أصل التوحيد الذي ما أنزل الله كتابا ولا أرسل رسولا إلا به، ودعوة الرسل كلهم إليه، وسائر العلوم وسيلة إليه. وبعد ذلك معرفة أحكام الشريعة وأمور الدين. وبعد هذا كله علم الفروع المعروف عن الرسول وعن أصحابه، الأهم منه فالأهم.
فالذي لا يحفظ القرآن لا يمكنه الفتوى في تلك الأحكام، فلا يكون مجتهدا مطلقا، بل هو مجتهد في باب من أبواب العلم.
पृष्ठ 18