Fasl al-Khitab fi al-Zuhd wa al-Raqa'iq wa al-Adab
فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب
शैलियों
(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي ﷺ قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته.
والسنة الصحيحة طافحةٌ بما يدل على تحريم الغيبة منها ما يلي:
(حديث عائشة في صحيحي أبي داوود والترمذي) قالت قلت للنبي ﷺ حبكَ من صفية كذا وكذا - تعني قصيرة - فقال: لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجَت بماء البحر لمزجته.
*معنى مزجته: أي خالطته مخالطةً شديدةً يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها، وهذا من الزجر.
(حديث سعيد ابن زيد في صحيح أبي داود) أن النبي ﷺ قال: أربى الربا الاستطالة في عِرض المسلم بغير حق.
(حديث أبي برزة في صحيح أبي داوود) أن النبي ﷺ قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فمن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته.
﴿تنبيه﴾: في الحديث تحذير من الغيبة والوعيد لمن يتبع عورات المسلمين وكسف مساويهم أن يتبع الله عورته ويكشف مساويه على قاعدة الجزاء من جنس العمل.
(حديث أنس في صحيح أبي داود) أن النبي ﷺ قال: لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.
*معنى يخمشون: يخدشون
(حديث المستورد ابن شداد في صحيح أبي داود) أن النبي ﷺ قال: من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها من جهنم ومن اكتسى برجل مسلم ثوبا فإن الله يكسوه مثله من جهنم ومن قام برجل مسلم مقام سمعة ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة.
الشاهد: في الحديث الوعيد الشديد لمن أكل برجلٍ مسلم أي بسبب اغتيابه والوقيعة فيه أو بتعريضه للأذية عند من يعاديه.
مسألة: ما يصنع من سمع غيبة أخيه؟
من سمع غيبة أخيه وجب عليه أن يرد عن عرض أخيه:
(حديث أبي في صحيح الترمذي) أن النبي ﷺ قال: من ردَّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة.
1 / 222