الأعشى في بدانتها وترهلها، ينتشر اللحم حولها على الطراحة، كعائشة بنت طلحة، فتخال كومة من اللحم مرصوفة على شكل امرأة، ولو كان للعرب ملكات جمال؛ لكانت هي تلك الملكة لا عائشة ولا الثريا.
18
وكان سكوت دام بضع دقائق. تنظر الهركولة إلى أم يوسف نظرة من في وجهه خبر ولكنها تنتظر أن تسأل، وأم يوسف لا تهش ولا تنش؛
19
فكل بالها في مصيبتها، جملها بارك في زاوية البيت كأنه ليل امرئ القيس.
20
ولم تطق الهركولة صبرا، فقالت لأم يوسف: ما أبرد قلبك، اسأليني عن أخبار اليوم؟ - ما بالي بالأخبار، بالي في همي، زوجي مرمي مثل القتيل، بزرنا بيد الناس، ورزقنا بور،
21
كيفما التفت ينسلخ قلبي. - خبر يهمك يا أم يوسف. قالت هذا واندفعت في الحديث ، كأنها نهر محقون وقد رفع السد: صدقت، يا أختي، إن زوجك نزلت عليه صاعقة، وصدقت أن الصاعقة تقع على إنسان ويقوم من تحتها؟
وأطرقت قليلا ثم قالت: وصدقت أن الحشاش لطف الله صحح زوجك؟ لا يا أختي لا. قدرة الله وحدها صححت زوجك. لولا النذر لمار روحانا كان زوجك في ديار البلى. اشكري ربك يا حبيبتي، ربنا ألهمني حتى قلت لك انذري وأنت سمعت الكلمة وآمنت. كل الضيعة تقول هذه ضربة من الله. صحيح كنيسة الأربعين مهجورة ولكنها عجائبية. الواوي عمي - ابن آوى - لما دخلها وأكل فتيلة السراج مات على عتبة الباب. عجائب الله في قديسيه يا مرين! يعلم الله أيش عمل في كنيسة الأربعين حتى ضربوه هذه الضربة. قديس واحد يرد ضيعة عن مقامه، فكيف إذا كانوا أربعين، وكلهم شهداء؟!
अज्ञात पृष्ठ