عند النصارى لا يجوز إلا لمن يأذنه الأسقف أو الخوري أن يمس كأس التقديس، فقصد يوما واحد من عندنا الخوري يوسف، والتمس منه الإذن بإمساك الكأس، فأجابه الخوري على الفور: أمسكه.
فقال ذلك الرجل: أعطني الإذن أولا.
فقهقه الخوري وقال: أعطيتك، أمسكه، هذا هو ...
وجاءته مرة امرأة واضعة جديدا، وسألته أن يدخلها إلى الكنيسة. ولدخول الواضعة حديثا إلى الكنيسة، رتبة
29
صلوات غير قصيرة، تبتدئ عند خد باب الهيكل الخارجي، وتنتهي في صحنه أمام المذبح، فقال لها: روحي ادخلي.
فاستغربت المرأة ذلك، ولم يعجبها هذا الدخول، فقال لها الخوري: يا أم إلياس، إذا كنت نجسة لأنك وضعت ونزفت فالخوري لا يقدر أن يطهرك بما يثرثره لك؛ طهري قلبك أولا وما تطلبينه من طهارة فوق ذلك يأتيك من عند الله لا من عندنا.
هذي غرائب وعجائب خوري مسرح، وإذا فاتني منها شيء في هذا الفصل فستأتيك بعدئذ أشياء من أشيائه في سياق الكلام.
أما أشهر مزاياه فهي أنه بري غير داجن، لا يزور ولا يزار، ما خالل وصادق غير قرياقوس، ولعل ذلك ناتج عن تطير. كان الخوري يتشاءم، وكان يقول عن صبي كريه الطلعة: هذا شيطان أزرعه يفرخ.
وبيت الخوري على درب عام، والناس تمر من قدامه أفواجا، فكان يصرخ كلما استبشع واحدا، ويصفق على فخذيه ويصيح: يا الله! أشكال وألوان خلائقك يا آدم!
अज्ञात पृष्ठ