23
وبنات تزغرد؛ فارتجت الضيعة، وحاول الشيوخ قمعنا فما قدروا، وفزعونا بالعسكري فلم نرتدع، بل تمادينا في صياحنا، وأخذنا نقيم كل يوم عرسا.
وأخيرا جاء العسكري حقا، فانفض الموكب، وعقب الغناء صراخ مزعج. أما أنا فكنت كمن أبصر في نومه أن ذئبا يعدو وراءه، انبطحت على الأرض، ونزل فارس آغا عن دابته، وعدا نحوي ليقيلني من عثرتي، فاشتد صراخي. وما امتدت يداه إلي حتى أخذت أفحص بيدي ورجلي كالأرنب، ولكنه لم يفلتني، وحملني إلى البيت مدمى. وأفقت بعد حين فرأيتني في الأرجوحة، ورأيت الآغا ووالدي جالسين إلى الطبلية
24
يتحدثان ويشربان ويأكلان، فتناومت. سمعت الآغا يقول: أمس كنا في قرية غرفين، فأخذنا جمهورا إلى الحبس، منهم مرأة كانت أصل الشر، فهدأت الضيعة.
فقال الوالد: الحكم ملح الأرض.
فتقنفش
25
الآغا، وقال: وأي ملح!
فقالت الوالدة في سرها: ملح جلدك.
अज्ञात पृष्ठ