फरसा वा दबाबा
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
शैलियों
وجال في فكره: حين تذهب، سأفعل ما يحلو لي، لا كل ما يحلو لي بل كل ما هو موجود. آه ... لقد كان متعبا. متعبا جدا. سوف ينام بعض الوقت. ورقد ساكنا، ولم يكن الموت موجودا. لا بد أنه ذهب إلى مكان آخر. إنه يتجول اثنين اثنين، بالدراجات، وفي صمت شديد، فوق الأرصفة.
كلا، إنه لم يكتب أبدا عن باريس. ليس باريس التي يحبها. ولكن ... ماذا عن بقية الأشياء التي لم يكتب عنها أبدا؟ ماذا عن المزرعة، واللون الرمادي الفضي لشجرة «المريمية»، والمياه الرقراقة السريعة في قنوات الري، واخضرار البرسيم القاتم، ويمضي الطريق صعدا في التلال. والماشية في الصيف خجولة كالغزلان والثغاء، والضوضاء المنتظمة ، والكتلة البطيئة التحرك تثير غبارا والقطيع يهبط في الخريف. وخلف الجبال، ووضوح القمة الحاد على ضوء الماء، والهبوط ركوبا بمحاذاة خط القطار في ضوء القمر الباهر عبر الوادي . وتذكر الآن الهبوط عبر الأشجار في وسط الظلمة ممسكا بذيل الحصان حين لم يكن باستطاعته الرؤية، وكل القصص التي انتوى أن يكتبها.
عن الصبي الشغال نصف المعتوه الذي تركوه في المزرعة ذلك الوقت وقالوا له أن يحرس التبن، وذلك الوغد العجوز من «فوركس» الذي ضرب الصبي عندما حاول منعه من سرقة بعض العلف. ورفض الصبي وقول العجوز إنه سيضربه ثانية. وأحضر الصبي بندقية من المطبخ وأطلق عليه النار حين حاول الدخول إلى المخزن. وحين عادوا إلى المزرعة كان قد مضى أسبوع على العجوز وهو ميت، وقد تجمد جسده في حظيرة المواشي، والكلاب قد أكلت أجزاء من جثته. وجمعت أنت ما تبقى، ملفوفا في ملاءة ووضعته على زحافة وربطته عليها بالحبال وجعلت الصبي يساعدك في جرها، واصطحبتموها أنتما الاثنان وقطعتما الطريق على زلاجات الجليد ستين ميلا إلى المدينة لتسليم الصبي، وهو لم تكن لديه فكرة أنهم سيقبضون عليه. يظن أنه قد أدى واجبه وأنك صديقه وأنهم سيكافئونه على ما فعل. وهو قد ساعد على جر جثة العجوز حتى يعرف كل شخص كيف كان العجوز شريرا وكيف أنه حاول سرقة بعض العلف الذي لا يخصه، وحين وضع الضابط القيود في يدي الصبي لم يصدق عينيه، ثم أخذ في البكاء. هذه قصة ادخرها كيما يكتبها. كان يعرف عشرين قصة جيدة على الأقل من تلك الأيام. ولكنه لم يكتب أبدا واحدة منها. لماذا؟
قال: قولي لهم أنت لماذا؟ - لماذا ماذا يا عزيزي؟ - لماذا لا شيء.
إنها لم تكن تفرط في الشراب، الآن، منذ أن استولت عليه. ولكنه إن عاش فلن يكتب عنها أبدا، إنه متأكد الآن من ذلك. ولا عن أي منهن. فالثريات مضجرات ويفرطن في الشراب، أو هن يدمن لعب الطاولة. إنهن مضجرات ويكررن أنفسهن. وتذكر «جوليان» المسكين ورعبه الرومانسي من الأثرياء وكيف أنه بدأ مرة قصة بقوله: «إن المفرطين في الثراء يختلفون عني وعنك.» وكيف أن أحدهم قال لجوليان: «أجل، فإنهم يملكون نقودا أكثر.» ولكن هذا لم يرق لجوليان. كان يعتقد أنهم جنس خاص فاتن، وحين اكتشف أنهم ليسوا كذلك حطمه ذلك الاكتشاف مثلما حطمه أي شيء آخر.
لقد كان يحتقر أولئك الذين يتحطمون. ليس على المرء أن يحب الأمور لأنه يفهمها. لقد آمن أن بإمكانه أن يقهر أي شيء، لأنه ما من شيء أصابه بالأذى لو أنه لم يكن يهتم به. حسن. الآن لن يهتم بالموت. إنه الشيء الوحيد الذي أحس بالخشية منه دائما هو الألم. إن بوسعه احتمال الألم ككل رجل آخر، إلا إذا استمر مدة طويلة وأضناه، ولكن هنا، كان ثمة شيء يؤلمه أشد الألم، وعندما أحس به يحطمه تحطيما، توقف الألم.
وتذكر منذ زمان طويل حين أصيب «ويليامسون»، ضابط المدفعية، بقنبلة يدوية ألقاها أحد أفراد دورية ألمانية، حين كان آتيا عبر الأسلاك الشائكة، وتضرع للجميع وهو يصرخ أن يقتلوه كان رجلا بدينا، عظيم الشجاعة، وضابطا ماهرا، رغم أنه يدمن التهويل في الأمور. ولكنه في تلك الليلة أصيب وهو بين الأسلاك الشائكة، وشعلة من النار تضيئه، وأمعاؤه مدلاة على الأسلاك، ولذلك فإنهم كي يحملوه اضطروا إلى قص الأسلاك حتى يخلصوه منها. وصاح بي: أطلق النار علي يا «هاري». بحق المسيح اقتلني. وكانوا قد تناقشوا مرة بأن الله لا يمكن أن ينزل بأحد مصيبة إلا في حدود احتماله، وكانت نظرية أحدهم أن تفسير ذلك هو أنه أحيانا يصيب الألم الشديد صاحبه بالإغماء بطريقة آلية فلا يشعر بشيء بعد ذلك. ولكنه دائما كان يتذكر «ويليامسون» في تلك الليلة؛ إذ إنه لم يصب بالإغماء، إلى أن أعطاه كل ما لديه من أقراص المورفين التي ادخرها لنفسه، وحتى حينذاك فإنها لم تؤد مفعولها على نحو فوري.
وحتى ما يحدث الآن، ما يمر به، كان هينا جدا. وإذا لم يتدهور الحال مع مرور الوقت فلا ثمة داع للقلق. عدا أنه كان يفضل رفقة أفضل. وفكر برهة في الرفقة التي يود أن تكون معه. وجال بخاطره: كلا، إذا كان كل ما تقوم به تنجزه في مدة طويلة جدا، وفي وقت متأخر جدا، فلا يمكن لك أن تتوقع أن يكون الناس ما زالوا في انتظارك. لقد رحل الناس جميعا، انتهى الحفل، وأنت الآن وحدك مع مضيفتك، وجال في خاطره: إنني أحس بالملل وأنا أموت كما أحسست دائما مع كل شيء آخر.
قال بصوت مرتفع: إنه شيء ممل. - ماذا يا عزيزي؟ - أي شيء يستغرق المرء وقتا طويلا في أدائه.
وتطلع إلى وجهها الذي يقوم بينه وبين النيران. كانت تضطجع إلى الوراء في المقعد وضوء النيران يلتمع على وجهها ذي القسمات اللطيفة، وكان بوسعه أن يرى أنها غافية. وسمع الضبع يطلق أصواتا فيما وراء مجال النيران مباشرة.
अज्ञात पृष्ठ