फरसा वा दबाबा
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
शैलियों
وانتظرا. بيد أنه لم يظهر أي فيل آخر. ثم بدأ ديفيد والكلب يجريان تحت ضوء القمر. وبقي الكلب وراءه على مقربة منه، وحين توقف ديفيد ألصق الكلب خطمه في خلفية ركبته.
وكان على ديفيد أن يرى الفيل ثانية. ولقياه عند حافة الغابة. كان يرتحل تجاه الجبل ويتحرك في بطء عبر نسمة الليل الرتيبة. واقترب ديفيد منه بما يكفي لأن يراه يحتجز ضوء القمر مرة ثانية وأن يشم رائحة العتاقة الحريفة، ولكنه لم يتمكن من رؤية نابه اليمين. كان يخشى أن يقترب أكثر مع الكلب، فعاد معه مع هبوب الريح، ودفع به إلى جذع شجرة وحاول أن يجعله يتفهم الأمر. واعتقد أن الكلب سيبقى في مكانه، وقد بقي فعلا، ولكن حين تحرك ديفيد ناحية كتلة الفيل شعر بالخطم المبلل خلف ركبته مرة أخرى.
وتبع الاثنان الفيل إلى أن وصل إلى بقعة خالية من الأشجار. وتوقف هناك يحرك أذنيه الهائلتي الحجم. كانت كتلته لا تلقي أي ظل، فلا بد أن ضوء القمر يسقط عموديا عليه. ووصل ديفيد خلفه وأغلق فكي الكلب بيده في رفق، ثم تقدم بخفة دون أن يتنفس إلى يمين الفيل، مع هبات نسمة الليل يشعر بها على خده، يتبعها ولا يدعها أبدا تقف بينه وبين كتلة الفيل إلى أن استطاع أن يرى رأس الفيل والأذنين الكبيرتين تتحركان. كان ناب اليمين سميكا كفخذه هو، ومقوسا يكاد يلامس الأرض.
وتحرك هو وكيبو إلى الخلف والريح تهب على رقبته الآن، واقتفيا الأثر للعودة خارج الغابة إلى المنطقة المكشوفة. كان الكلب يتقدمه الآن، وتوقف حيث كان ديفيد قد ترك حربتي صيد مغروستين على حافة الطريق قبل أن يتتبعا الفيل. ورفع الحربتين على كتفه في جرابهما الجلدي المضفر، ومعه حربته الأثيرة التي أبقاها في يده طوال الوقت، وتبعا الطريق المؤدي إلى الشامبا.
1
كان القمر قد أصبح في كبد السماء الآن، وتعجب من عدم وجود أي صوت للطبول يصدر من المزرعة. كان الأمر غريبا؛ إذ كان والده في المزرعة وليس هناك صوت لأي طبول.
وشعر ديفيد بالتعب حالما عاد إلى ذلك الطريق مرة ثانية مع والده ومع «جمعة». كان قد شعر لمدة طويلة أنه أكثر انتباها وأفضل حالا من الرجلين اللذين معه، ولا يصبر على خطواتهما البطيئة والتوقفات المنتظمة التي يقوم بها والده كل ساعة. كان بوسعه أن يسير قدما بسرعة أكبر من جمعة ومن والده، ولكن حين بدأ يشعر بالتعب كانا هما على نفس وضعهما السابق، وعند الظهيرة لم يأخذا سوى راحة الخمس دقائق المعتادة. ورأى أن جمعة يزيد من سرعة خطوته قليلا. ربما لم يكن ذلك صحيحا. ربما بدت له خطوته أسرع قليلا ليس إلا، ولكن روث الفيل كان أكثر طزاجة الآن، مع أنه لم يكن دافئ الملمس. وأعطاه جمعة البندقية ليحملها بعد أن وصلوا إلى آخر كومة روث، ولكن بعد ساعة نظر إليه وأخذ منه البندقية مرة أخرى. كانوا يصعدون في السير عبر منحدر من الجبل، ولكن الطريق كان يهبط الآن، ومن خلال فجوة في الغابة رأى أمامه الأرض الوعرة.
قال والده: هنا يبدأ الجانب الصعب يا ديفي.
وعند ذلك أدرك أنه كان يجب عليهما أن يعيداه إلى المزرعة بعد أن أوضح لهما الطريق. كان جمعة يعرف ذلك منذ وقت طويل، ووالده يعرفه الآن، ولكن لا يمكن عمل أي شيء بشأنه. كانت غلطة أخرى يرتكبها، وليس أمامه شيء يفعله الآن سوى المقامرة أن يكون حظه سعيدا.
وتطلع ديفيد من أعلى على الدائرة المستوية الكبيرة لأثر قدم الفيل، ورأى المكان الذي انضغطت فيه النباتات، وحيث كان ساق عشب بري مقطوع يذبل. والتقطه جمعة ونظر إلى الشمس. وناول جمعة العشب المقطوع لوالد ديفيد، ولفه والده حول أصابعه. ولاحظ ديفيد الأزهار البيضاء مائلة تذوي. ولكنها لم تذبل تحت الشمس ولا نفضت عنها نواراتها.
अज्ञात पृष्ठ