يجري الله تعالى العادة بذلك لكن لا طريق إلى العلم بأن ذلك قد وقع وثبت ومن أين لنا طريق أن الله تعالى أجرى العادة بأن يكون زحل أو المريخ إذا كان في درجة الطالع كان نحسا وأن المشتري إذا كان كذلك كان سعدا وأي سمع مقطوع جاء به شيء من ذلك وأي نبي خبر به واستفيد من جهته والجواب أما قوله (رحمه الله) أن ذلك ليس بمذهب المنجمين البتة فسيأتي في أواخر جوابه عن هذه المسائل أن اتصال الكواكب وانفصالها أصول صحيحة وقواعد سديدة ويأتي أيضا في كتابنا هذا في باب علماء المنجمين من الشيعة وفي باب علماء المنجمين من غير الشيعة قبل وجود المرتضى بأوقات كثيرة ممن كان يتعبد بالإسلام أن دلالة النجوم صادرة من الله جل جلاله وهذا لا يليق إنكاره وجحوده ثم كان خلق عظيم يعتقدون أن الأصنام فاعلة ورجعوا عنها ولم يكن ذلك الاعتقاد الأول حجة ولا الرجوع عنها نقصا بل زيادة في سعادة فكذا يجوز أن يكون حال من ذكره من المنجمين وأما قوله قد كان جائزا أن يجري الله تعالى العادة بذلك لكن لا طريق إلى العلم بأن ذلك وقع وثبت فالجواب أن هذا موافقة منه أن العقول لا تمنع من جواز ذلك فأما كونه ذكر أنه لا طريق إلى العلم بأن ذلك وقع وثبت فهذا مما يصعب الاعتذار له فيه لأنه إن كان يريد أنه لا طريق أصلا في نفس الأمر فعظيم فإنه كان يحسن أن يقول يمكن أن يكون هناك طريق إلى العلم لكن ما عرفتها إلى الآن فإن كثيرا من المسائل عرفها بعد أن لم يكن عارفا بها وتصانيفه تتضمن
पृष्ठ 44