حتى أتاه كتاب صاحبه يوافق رأيه على خروج النبي(ص)وأنه نبي فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم أطلع عليهم فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد أن يثبت ملككم قالوا بلى قال بايعوا هذا النبي فحاصوا حوصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها مغلقة فلما رأى هرقل نفرتهم وآيس من الإيمان قال ردوهم فلما ردوا قال لهم إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم وقد رأيت ما أعجبني فسجدوا له ورضوا عنه فكان ذلك آخر شأن هرقل أقول هذا آخر لفظ مصنف كتاب درة الإكليل ولم أذكر أسانيد هذه الرواية تخفيفا فهذا يتضمن أن النجوم دلت هرقل وصاحبه برؤيته على نبوة محمد(ص)ووطئت له بلوغ الأمنية وأذلت قلوب الرومية وكان ذلك من الآيات الربانية والدلالات الخارقة الإلهية ومن فكان مطلعا على كتب الإسلام وجد دلالة النجوم واضحة معلومة للأفهام لا يمكن جحودها إلا بالعناد وتهوين آيات الله جل جلاله في العباد وتصغير عظمته تعالى شأنه وحكمته في تدبير خليقته
فصل:
وأما دلالة النجوم لكسرى ملك الفرس على نبوة نبينا محمد(ص)وتوطئة النبوة بما دلت عليه النجوم بتدبير الله جل جلاله لها فهو مذكور في كتب التواريخ يطول كتابنا بإيراد كلما وقفنا عليه ولكنا نذكر ما يكون تنبيها على ما أشرنا إليه ومن
पृष्ठ 31