قوله: (وأنه لا يكلف أحدا فوق الطاقات) هذا مذهبنا دون المجبرة على الله تعالى بتكليف ما لا يطاق وهو مذهبهم هذا على أن القدرة موجبة بمعنى من حصلت له القدرة على الشيء حصل ذلك الشيء مقاربة لها، وأن القدرة على الشيء لا يصلح لصده بقدره القيام لا يصلح للقعود عندهم، وإذا كان كذلك وكلف الله الكافر الإيمان كان هذا تكليفا لما لا يطاق لأن عدم الإيمان دل على أن القدرة لم توجد فيه لأنها لو وجدت بل هي منفورة على مقدورها حد الإيمان والدليل على صحة مذهبنا السمع والعقل. وأما السمع: فما ذكره في قوله تعالى:[ ] { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } (1).والدليل على أن الوسع دون الطاقات فقول الشاعر [ ]:
पृष्ठ 49