قلت: إذ قد ثبت أنها محدثة وأنه لا بد لها من محدث فمحدثها إما نفسها أو علة أو فاعل غيره تعالى باطل كونها أحدثت نفسها لأنها لا تؤثر هي في نفسها في حال العدم لأنه يستحيل تأثير المعدوم ولا في حال وجودها لأن إيجاد الموجود محال، ولإنا كنا نجوز أن تحدث أفعالنا أنفسها فيبطل واصفيها إليه أو باطل كون محدثها علة؛ لأنها إن كانت معدومة فمحال تأثير المعدوم، وإن كانت [ 4ب-أ] موجودة قديمة لزم قدم العالم لوجوب مقاربة العلة لمعلولها، وقد علمنا حدوثه وإذا كانت محدثة احتاجت إلى محدث فيتسلسل أو ينتهي إلى علة قديمة فيجب تقدمها قدم العالم أو إلى فاعل مختار قديم، فيجب الاقتصار هاهنا،فثبت بهذا أن محدث العالم ليس إلا الفاعل المختار وذلك هو الله تعالى لأنه لا فاعل غيره مختارا إلا ويكون جسما أو مثلا له، ويستدل على أن صانع العالم لا يكون جسما، وكذلك سيأتي نفي مثله تعالى إن شاء الله تعالى فحصل من هذا إثبات الصانع المختار وأنه ليس إلا الله تعالى والحمد لله.
المسألة الثانية:
(نفي الثاني) وإنما قدمها لأن أسلوب المختصر أسلوب الخطبة قوله:
पृष्ठ 18