फराह अंतूनः उनका जीवन - उनका साहित्य - उनके लेखन के अंश
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
शैलियों
خامسا:
الفرار من حر الصيف الذي يكون الدرس فيه شاقا متعبا.
فأنت ترى مما مر بك أن العطلة المدرسية نعمة لعنصري المدرسة؛ ونعني بهما المعلمين والتلامذة، فينبغي السرور بها والارتياح إليها، خلافا لما يعتقده بعض بسطاء الآباء والأمهات من أنها تضر الأولاد وتجعلهم ينسون ما تعلموه.
أما نسيان الأولاد ما تعلموه، فهذا أمر لا نحب أن نسمع به من فم عاقل يفهم معنى التعليم. أفتحسبون التعليم هو تلك القواعد الباردة الشاردة الكاسدة التي يحفظها التلامذة في ذاكرتهم، فإذا لم يتذاكروا بها أو لم يراجعوها في كتبهم نسوها، وبذلك يخسرون ما تعلموه؟ كلا ثم كلا! إن التعليم الصحيح غير متوقف على قاعدة أو دفتر أو كتاب، حتى ولا على مكتبة، وإنما يتوقف على المبادئ التي يكون المعلم قد بثها في نفس تلميذه، ونعني بهذا: توسيع نطاق مداركه، وتربية دماغه، وتثقيف نفسه، حتى إذا خرج من المدرسة ونسي كل قواعد التصريف والإعراب، وكل مبادئ البيان وما أشبهها، بقي له معرفة نواميس الحياة، ومقدرة على فهم كل شيء يطالعه، والتمييز بين الفاسد والصحيح، والنافع والضار، والحرام والحلال.
هذا هو التعليم الحقيقي. أما القواعد فليست إلا آلة لهذا التعليم، وينبغي أن تكون كل واحدة منها بمثابة حجر يوضع في أساس هذا البناء العظيم الذي يسمى تربية وتعليما. أما إذا كانت القواعد مما يمنع التربية العقلية والنفسية التي أشرنا إليها، لا مما يؤيدها، فإننا نشفق حينئذ بنية خالصة على معلميها ومتعلميها.
إذا لا خوف من أن ينسى التلامذة في الفرص المدرسية ما تعلموه إذا كان التعليم صحيحا، وإذا لم يكن كذلك فلا أسف عليه إذا نسوه؛ إذ بذلك يطردون الفضول من ذاكرتهم.
وأما قولهم إن هذه الفرص تضر بالتلامذة، فهو قول فاسد، وكلامنا في هذه المقالة عن هذا الموضوع.
فإن العطلة المدرسية تكون مما يضر ويفسد حال التلامذة إذا صرفوها في وجه ضار؛ كالبطالة والمعاشرة الرديئة التي تفسد الأخلاق، وتكون مما ينفع إذا صرفوها في وجه نافع. وهذه أولية لا تحتاج إلى تبيان، وما جئنا لإقامة الدليل عليها، ولكن جئنا للإشارة إلى أمر مختص بالفرص المدرسية، وهو عظيم الأهمية للمدارس ومعلميها وتلامذتها وللهيئة الاجتماعية.
وهذا الأمر العظيم الذي نوجه إليه أنظار جميع أصحاب العقول الناضجة من المعلمين والمتعلمين هو إنشاء مدارس عملية في إبان العطلات المدرسية. ومعنى هذا ألا يصرف المعلمون والتلامذة أوقات العطلة في البطالة والكسل؛ فإن ذلك أمر لا يليق بأصحاب العقول.
وإن قيل إن العطلة المدرسية قد وضعت للراحة: قلنا إن الراحة شيء، والكسل والبطالة الذميمة شيء آخر. ونحن لا نطلب أن ينصرف المعلمون والتلامذة إبان العطلة إلى التدريس والدرس، اللذين يشتغلون بهما في أوقات المدرسة، وإنما نطلب أن يعمل كل من الفريقين في أوقات راحته عملا مفيدا لنفسه ولغيره من غير أن يعاني مشقة وتعبا.
अज्ञात पृष्ठ