इस्लाम में विधान का दर्शन
فلسفة التشريع في الإسلام
प्रकाशक
مكتبة الكشاف ومطبعتها, 1946
शैलियों
و كان التشريع القرآني يأتي تدريجيا على مقتضى اسباب النزول واستعداد العرب لترك عاداتهم القدية واستبدالها بالاحكام الجديدة كما نرى في مسآلة تحريم الخمر والميسر مثلا . فقد آتى التحريم اول بصورة النصح دون النهي ، في الآية الكريمة : " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبيرت ومنافع للناس واثمنهما اكبر من نفعهما" . ثم حرم السكر عند اقتراب الصلاة بالآية : " يا ايه الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وآنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون" .
و أخيرا أتى تحريم ذلك تحريما مطلقا في الآية : " يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . انما يريد الشيطان آن تيوقع بينكثم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون "1.
ونفسره لم يجمع النبي (ص) القرآن الكريم في كتاب واحد . فقد كان اميا لا يحسن الكتابة . بل كان يكتبه له الكتاب في صحف متفرقة ، ويحفظه القراء في صدورهم وبعد وفاة النبي (ص)، جمع القرآن زيد بن ثابت بامر ابي
(1) هذه الايات في سور البقرة (2) 219 ، والنساء (6) 3 ، والمائدة (5) -99. ومعنى الميسر القمار ، والانصاب الاصتام ، والازلام قداح الاستقسام تفسير الجلالين) انظر سنن ابي داود (ج2 رقم 3620) ، وكتاب الناستخ والمنسوخ لابي القاسم ابي النصر (جامش كتاب اسباب التزول للواحدي، ص 282-73
पृष्ठ 113