الفقهاء " ، وابن قتيبة في " كتاب المعارف "1 ، لم يذكر شيئا عن ابن حنبل ولا عن مذهبه .
ولا ريب في ان هذا القول مردود ، اذ ان المذهب الحنبلي يعدد من المذاهب الفقهية السنية الاصلية ، التي لها اسلوبها المستقل ومبادئا الخاصة في علبي الاصول والفروع . وقد كان ابن حنبل من اكبر تلامذة الشافعي . ثم انتحى لنفسه مذهبأ مستقلا ، مبني على خمسة اصول : نصوص الكتاب والسنة ، فتيا الصحابة عند عدم وجود خالف لها ، قول بعض الصحابة اذا وافق الكتاب والسنة ، الحديث المرسل والضعيف ، واخيرا القياس عند الضرورة2 .
وكان ابن حنبل صلب في دينه ، متين في عقيدته . فل غرو من آن يرفض القول بخلق القرآن عند ما دعي الى ذلك في ايام الخليفة الواثق . فلهذا اضطهد وضرب وسجن .
ولم يكن هذا شأنه وحده . فالتاريخ حافل بحوادث الاضطهاد الفكري لرجال الشريعة . فالبويطي ، من اصحاب الشافعي حبس كابن حنبل وللسبب ذاته ، ومات في سجن بغداد . ولقد راينا ايضا كيف حبس ابو حنيفة ، وضرب مالك ، لاسباب سياسية معروفة . ثم روي ان السرخسي ايتدأ باملاء كتابه " المبسوط" وهو في السجن . وكذلك حبس ابن القيم الجوزية
) المطبعة الاسلامية، مصر، 1934، ص 216 وما بعدها ..
(4) اعلام الموقعين عن رب العالمين ، لابن القيم الجوزية ، ص 3-23، (3) انظر ضحى الاسلام للسيد احمد امين ، ج 4 ص 335، و ج 3 ص 39 وما بعدها .
ه
पृष्ठ 49