इतिहास का दर्शन

कैडिल ज़ुक्यतार d. 1377 AH
126

इतिहास का दर्शन

فلسفة التاريخ

शैलियों

ثبات المركبات النفسية التي تتألف الأخلاق منها وتحول هذه المركبات «يمكن المركبات التي تتألف الأخلاق منها أن تكون شديدة الارتباط أو ضعيفة الملاط.» «ويطابق المركبات المتينة أقوياء الأفراد الذين يثبتون على الرغم من تقلبات الأحوال، كالإنكليز مثلا.» «ويطابق المركبات السيئة الملاط ذوو الأمزجة النفسية الرخوة المترددة المتقلبة كالصقالبة مثلا.» «حتى إنها تتغير في كل ساعة بفعل أخف العوامل إذا لم توجهها بعض مقتضيات الحياة اليومية كما تقني ضفاف النهر مجراه.» «والذاتية بلا صلابة تكون بلا ثبات، والذاتية بلا ليان تعجز عن ملاءمة تحولات البيئة الناشئة عن تقدم الحضارة.» «وفرط الليان في الروح القومية يحفز الأمة إلى ثورات متصلة، وفرط الصلابة يحول دون تقدمها ويسوقها إلى الانحطاط، وتزول الأنواع الحية كما تزول العروق البشرية عندما تثبت في ماض طويل ثباتا عظيما، فتصبح عاجزة عن ملاءمة شروط الحياة الجديدة.» «وقليل من الأمم من استطاع إقامة توازن محكم بين الصفتين المتناقضتين: الصلابة والليان.»

انتشار المعتقدات والعدوى النفسية «تتألف من العدوى النفسية ظاهرة نفسية تكون نتيجتها تقبل بعض الآراء والمعتقدات قبولا غير إرادي، وبما أن اللاشعور مصدرها فإنها تتم من غير أن يشترك فيها أي برهان كان.» «وتلاحظ العدوى لدى جميع الموجودات المترجحة بين الحيوان والإنسان، ويسيطر عملها الواسع على التاريخ، والواقع أنها تمثل العنصر الجوهري في انتشار الآراء والمعتقدات.» «وتكون قوتها من العظم في الغالب ما تحمل الإنسان معه على العمل ضد أكثر مصالحه وضوحا.» «وهي تحول الأشخاص المسالمين إلى محاربين باسلين، وهي تحول أبناء الطبقة الوسطى الهادئين إلى متمذهبين طاغين.» «وليس تماس الأفراد ضروريا ليؤدي إلى العدوى النفسية، فيمكن أن تنشأ عن الكتب والجرائد البرقية، وعن الشائعات وحدها أيضا ...» «وتنتقل المشاعر الحسنة والسيئة بالعدوى، وفي هذا سر أهمية القرين في التربية.» «وتكون العدوى النفسية من القوة الكافية ما تعبد معه جميع العقول ...» «ومتى عرف نظامها معرفة جدية امتلك أحد المفاتيح المهمة لعوامل التاريخ الأساسية» (الآراء والمعتقدات).

المثل الأعلى والعقل في حياة الأمم «تغيير مبدأ سعادة الفرد أو الأمة، أي مثله الأعلى، يعني تغيير مبدئه في الحياة، ومن ثم تغيير سيره.» «وليس التاريخ غير قصص الجهود التي يبذلها الإنسان لإقامة مثل عال ثم لهدمه عندما يبلغه فيبصر بطلانه.» «ويعد الشك، الممكن لدى بعض الأفراد، شعورا لا عهد للجماعات به، فالجماعات تحتاج إلى مثل عال مبدع للآمال.» «ويحتاج قيام المجتمع على أساس متين إلى حيازة مثل عال مشترك، سواء أكان هذا المثل الأعلى دينيا أم عسكريا أم شيئا آخر، وهنالك فقط تولد الروح القومية، وتبقى الأمة حتى تكوينها نقعا من البرابرة يستطيع أن يلتحم لوقت تحت إمرة رئيس، ولكن من غير تماسك دائم.» «ويتم الانتقال من البربرية إلى الحضارة باعتناق مثل عال مشترك.» «وتعود الأمم إلى البربرية عند انحلال الروح القومية، فقد هلك الرومان حينما زالت من قلوبهم عبادة رومة والنظم التي عينت عظمتها.» «وفي أيامنا أضاعت المثل العليا القديمة سلطانها، فقد استبدل بها حقد حسد على جميع الأفضليات، وبالتدريج تمثل الأماني الشعبية صراعا ضد تفاوت الذكاء والثراء.» «وفي كل وقت كان شأن العقل في حياة الأمم دون شأن المثل الأعلى، وفي كل وقت جعلت هذه الخاصية خادمة لأقل ما يدافع عنه من الاندفاعات العاطفية والدينية.» «ولم تقم الآراء والمعتقدات التي تألف منها مثل عال ضد العقل، بل قامت مستقلة عن كل عقل» (الآراء والمعتقدات).

العوامل الحديثة في تطور الأمم «مميزات الزمن الحاضر الحقيقة هي؛ أولا: إقامة سلطان العوامل الاقتصادية مقام سلطان الملوك والقوانين. ثانيا: اشتباك المصالح بين الأمم التي كانت منفصلة، فلم يكن عند بعضها ما تستعيره من بعض.» «ويصبح تأثير الحكومات العظيم في الماضي أكثر ضعفا في كل يوم أمام العوامل الاقتصادية التي تزيد أهمية، والآن تخضع الحكومات للضرورات الحاضرة وعادت لا تقود.» «وولد مع تقدم العلم والصناعة والصلات الأممية سادة بالغو القدرة يجب على الأمم وملوكها أن يطيعوهم» (روح السياسة).

مقتضيات العدد «لا تعرف الأمزجة النفسية الابتدائية جورا ولا باطلا ولا مستحيلا، وبما أن الأكثرية تتألف منها فإن الإنسان يلزم بمعاناة أهوائها التي يفسرها عبيد العدد» (روح السياسة).

نزاع حديث بين الجماعة والصفوة «لم يمكن الاعتناء في الزمن القديم إلا بإفقار الأمم الأخرى، كما صنع الرومان.» «ومن الصعب في الوقت الحاضر أن يغتني الإنسان من غير أن يزيد الرخاء العام في الوقت نفسه، وهذا الاغتناء الجماعي مدين لنفوذ الصفوة، فما كانت الحضارات الحديثة التي أوجدها خيار الناس لتعيش وتنمو بغيرهم.» «وما كان هؤلاء الأخيار ألزم في زمن لزومهم في الوقت الحاضر، ومع ذلك فإنهم لم يحتملوا بصعوبة احتمالهم في الوقت الحاضر.» «ومن المشاكل الحاضرة أن ينتهى في وقت واحد إلى إعاشة الأخيار الذين لا يستطيع بلد أن يبقى بغيرهم، مع أن عددا كبيرا من العمال يود لو يسحق هؤلاء الأخيار بصولة كالتي أبداها البرابرة لتخريب رومة فيما مضى ...» «ويزول الخلاف يوم تشعر الجماعات بمصالحها الحقيقية، فتبصر أن تواري الخيار أو ضعفهم يؤدي بسرعة إلى فقرها أولا ثم إلى هلاكها ثانيا» (روح السياسة).

شأن الرأي العام في حياة الأمم «سيطر الرأي العام على العالم دائما، ولكنه لم يسيطر عليه في زمن كما في الوقت الحاضر.» «وكان نابليون قد أبصر تأثير الرأي العام العظيم، وعنده أن للرأي العام سلطانا لا يقهر ولا يقاوم كما لسلطان الدين.» «ومن يصبح سيدا للرأي العام يمكنه أن يسوق أمة إلى أكثر الأعمال بطولة، كما يمكنه أن يسوقها إلى أكثر المغامرات مخالفة للصواب.» «وعرف أعاظم أقطاب السياسة في كل وقت أن يوجهوا الرأي العام، ويقتصر محترفو السياسة الوضعاء على اتباعه» (روح الأزمنة الحديثة).

تأثير الروح الشعبية في الحكومات «اليوم يتملق الشعب ذو السيادة كما كان يتملق أسوأ المستبدين، وتجد شهواته الصاخبة ورغباته الطائشة معجبين وعابدين.» «وعند محترفي السياسة الخادمين للعوام لا وجود للوقائع، ولا قيمة للحقائق، فيجب على الطبيعة أن تخضع لأهواء العدد» (روح السياسة).

الروح الجذرية والروح اليعقوبية «الروح الجذرية الحديثة قريبة تماما من الروح اليعقوبية في زمن الثورة الفرنسية، فاليعقوبي ليس عقليا في الحقيقة، بل مؤمن، ويبعد اليعقوبي من إقامة معتقده على العقل، فيكسب براهينه العقلية في معتقده، ولا يتأثر اليعقوبي بالمعقول مطلقا مهما كان هذا المعقول صائبا.» «وبما أن نظره إلى الأمور قصير إلى الغاية دائما فإنه لا يبيح له مقاومة ما يسيره من الاندفاعات العاطفية القوية.» «والواقع أن اليعقوبي متدين أقام آلهته الجدد مقام آلهته المسنين، وإذ إن اليعقوبي مشبع من قدرة الكلمات والصيغ فإنه يعزو إليهما سلطانا دينيا، وهو لا يتقهقر مطلقا أمام أعنف التدابير خدمة لهؤلاء الآلهة الكثيري الاطلاب» (روح الثورات).

تطور المبادئ الثورية الكبرى تقدم الاستبداد الحديث «لم يدخل الإنسان في دور من الحرية ولا الإخاء، وبما أن الحرية نبذت من قبل الاشتراكيين وأنصار الحكومية، فإنها عادت لا تمثل غير رمز حائر، وبما أن الحرية دحرت من قبل جميع المدافعين عن نزاع الطبقات فإن الإخاء يبقى وهما بلا نفوذ.» «وبين الثالوث الثوري المنقوش على جدرنا دائما ترى المساواة أن سلطانها وحده هو الذي يعظم، وبما أن المساواة أصبحت إله الأزمنة الحديثة فإنها ستستمر لا ريب على طرد الملوك من عروشهم وطرد الآلهة من زونهم،

अज्ञात पृष्ठ