وقد كرر الادعاء نفسه في وليمة غداء أقامها له مسيو هانوتو في رحلة له إلى باريس.
وكذلك رجال السياسة الفرنسيون يعدون من القراء المواظبين على مطالعة روح السياسة، وذلك كما يدل عليه بوضوح ما تلقيته من رسائل أكثرهم فضلا.
ولا يحصى عدد معضلات علم النفس التي تعرض على رجال الحكم كل يوم، فيمكن أن تتوقف على حلها حياة الأمة. ومما ذكرته في كتاب آخر أن الصدر الأعظم العثماني كان قبيل الحرب قد عرض علي بواسطة سفيره بباريس أن أذهب إلى الآستانة لإلقاء عدد من المحاضرات في روح السياسة.
ومما أثار أسفي كثيرا كون حالتي الصحية لم تسمح لي بقبول هذا العرض، فهو يثبت على الأقل أن الترك لم يكونوا سيئي الوضع نحو فرنسة.
ومن الراجح جدا أنه لو وجد في الأسطول الفرنسي قائد بالغ من الإقدام ما يتعقب معه «غوبلن» و«برسلاو» حين إبحارهما إلى الآستانة لظل الترك محايدين ولكانت الحرب قصيرة الأمد.
تعيين التطور الاجتماعي بدراسة أحوال الأمم
جاء في تقريره لمسيو دلاتور تلي في مجمع العلوم الأدبية والسياسية في 16 من مايو سنة 1925 ما يأتي:
درس الدكتور غوستاف لوبون في أحد كتبه الأولى «الإنسان والمجتمعات وأصلهما وتاريخهما»، تطور الإنسان والمجتمعات منذ أصولهما البعيدة حتى أيامنا، ومما بحث فيه: كيف ولدت الصناعة والفنون والأسرة والمجتمعات ومبدأ الخير والشر، وكيف تكونت النظم والقوانين، وما علل تحولاتها مع الزمن، ثم كيف كان طراز تفكير كل دور وأمة ومعتقداتهما وأخلاقهما وحقوقهما ...
وبدراسة الحضارات الأولى يطلع على الأطوار القديمة لنظمنا وعاداتنا ومعتقداتنا. ... وفي كتاب عن: «روح الأزمنة الحديثة»، نشر في سنة 1920، ذكر الدكتور غوستاف لوبون كون معظم المسائل السياسية والحربية والاقتصادية والاجتماعية من نطاق علم النفس، وكون الألمان خسروا الحرب عن جهل به، وكون خطئهم في روح الشعوب أقام ضدهم أمما لم تطلب غير البقاء على الحياد. (أثر غوستاف لوبون)
الاشتراكية معتقد ديني
अज्ञात पृष्ठ