विको के इतिहास का दर्शन
فلسفة التاريخ عند فيكو
शैलियों
ونشر هذا الكتاب عام 1716م، وقد اطلع أثناء تأريخه لهذه الأسرة على كتاب جروسيوس (1583-1645م) «قانون الحرب والسلام»، كما كلفته الدولة بتأريخ مؤامرة ماكيا
Macchia
فكتب مقالا لم ينشر.
وسعيا وراء الكسب وبدافع من الفقر والعوز وضع فيكو كتابات مرتبطة بمناسبات خاصة كخطب المديح والخطب الجنائزية وقصائد الزفاف، بالإضافة إلى محاضراته في البلاغة والخطب الافتتاحية التي بلغ عددها ست خطب كتبها باللغة اللاتينية وتبنى فيها مبادئ تربوية تؤمن بتحديث التراث الإنساني، وقد نشرت إحدى هذه الخطب في كتاب تحت عنوان «مناهج الدراسة في عصرنا» عام 1709م، ثم كتب بعد ذلك رسائل عن الشعر والشعراء مثل دانتي، ورسائل عن ديكارت ورسائل دفاع عن العلم الجديد ضد معارضيه. وفي عام 1710م كان كتابه «الحكمة الإيطالية القديمة» أول مؤلف يكتبه بدون تكليف وبغير ارتباط بالمناسبات، وقد قدم فيه نظرية جديدة في المعرفة والميتافيزيقا (تعارض نظرية ديكارت) رأى فيها ياكوبي
Jacobi (1743-1819م) فيما بعد حدسا بمذهب كانط في المبادئ القبلية للإدراك الحسي والعلم الطبيعي.
والواقع أن دراسات فيكو سواء كانت لغوية أو أدبية أو فلسفية أو قانونية أو تاريخية كانت إرهاصا لفلسفة المجتمع البشري؛ ففي أثناء إعداد نفسه لكرسي القانون المدني الذي خلا في يناير عام 1723م ألف المسودة الأولى لهذه الفلسفة تحت اسم «القانون العالمي» وجعل شعاره عبارة مشهورة من كتاب «القوانين» لشيشرون (106-43ق.م.): «إن علم القانون ليس مستمدا من قرارات إدارية، كما يعتقد أغلبية الناس، ولا من قانون الألواح الاثني عشر، كما اعتقد البعض قديما، ولكنه مستمد من أعمق أعماق الفلسفة.» وأصدر فيكو مؤلفه «القانون العالمي» في ثلاثة أجزاء، ظهر الجزء الأول منها عام 1720م والثاني عام 1721م والثالث عام 1722م، وكان أحد فصول هذا الكتاب بعنوان: «محاولة عن العلم الجديد». وتقدم فيكو بمؤلفه هذا للمسابقة، ولكنه أخفق للمرة الثانية، ولعل من سخرية القدر أن يفوز في المسابقة أفاق يدعى دومينيكو جنتيله
Domenico Gentile
وقد كان زير نساء يهتم بمغازلة الخادمات حتى انتهت حياته بالانتحار مع إحداهن، ولم يسبق له أن كتب شيئا يستحق الذكر عدا محاولته الوحيدة في وضع كتاب فشل بسبب انتحاله. ذهبت كل آمال فيكو في الفوز بهذا المنصب ولم يعد الكرة مرة أخرى، وما كان منه إلا أن هجر اللغة اللاتينية، وهي لغة العالم الأكاديمي في ذلك الحين، أي لغة المنصب الذي يشغله (كرسي البلاغة) والمنصب الذي كان يريد أن يشغله (كرسي القانون المدني) وتحول إلى الإيطالية لغة أهله ومواطنيه.
وبشخصيته المثابرة العنيدة ارتفع فوق كل هذا الإحباط الذي صادفه في حياته، وآمن بأنه قد اهتدى إلى فكرة علم جديد وضع يديه على بدايته بحيث لا يحتاج منه إلا أن يؤصله ويتفرغ له. وبعد أن كان العلم الجديد فصلا في الجزء الأول من مؤلفه «القانون العالمي» - الذي قال عنه جنتيله، منافسه في منصب القانون المدني، إنه غير مفهوم ويكاد أن يكون ملحقا للدراسات التشريعية
2 - أفرد له فيكو مؤلفا خاصا وآمن في هذه الفترة بأن العناية الإلهية وحدها هي التي هدته إلى هذا الكشف الجديد، وعكف على هذا المؤلف وبذل أقصى جهده حتى انتهى من الجزء الأكبر من العلم الجديد في أواخر عام 1724م وأطلق عليه اسم «العلم الجديد في صورته السلبية» وفيه ينقد أصحاب نظريات القانون الطبيعي، أمثال جروسيوس وسيلدن وبافندروف (1632-1694م)، والمذاهب النفعية للرواقيين والأبيقوريين، كما يوجه نقده لهوبز (1588-1679م) وإسبينوزا (1632-1677م) ولوك (1632-1704م) وفي ديسمبر من العام نفسه حصل فيكو على تصريح من الكاردينال لورنسو كورزيني
अज्ञात पृष्ठ