विको के इतिहास का दर्शन

अतियत अबू अल-सऊद d. 1450 AH
62

विको के इतिहास का दर्शन

فلسفة التاريخ عند فيكو

शैलियों

ومن عقوبات الآلهة في العالم السفلي استفاد الفلاسفة - كما يرى فيكو - من هذه الخرافات في تأملاتهم الميتافيزيقية والأخلاقية؛ فقد لجأ أفلاطون إلى هذه الخرافات ليفهم العقوبات الثلاث - التي يستطيع الآلهة وحدهم إنزالها بالبشر - وهي النسيان والعار وتأنيب الضمير، وليؤكد أن طريق التطهر هو السبيل الوحيد للوصول إلى طريق الوحدة، أي اتحاد الإنسان بالله عن طريق التأمل في المثل الأبدية. (1-8) الفلك الشعري

عندما بدأت العقول البشرية تتطور واستمر البشر في تأمل السماء وانتظار النبوءات تصوروا أن السموات ازدادت ارتفاعا كما ازداد معها الأبطال والآلهة سموا. ويؤكد فيكو آراءه في الفلك الشعري ببعض الملاحظات اللغوية التي يلجأ إليها على عادته في معظم شروحه. وأول هذه الملاحظات هو أن الكلدانيين هم الذين أرسوا الأسس الأولى لعلم الفلك. والثانية أن الفينيقيين نقلوا من الكلدانيين إلى المصريين استخدام الربعية.

31

وأخيرا أن الفينيقيين - بعد أن تعلموا من الكلدانيين - قد نقلوا أسرار النجوم إلى الإغريق. وقد كان تصور هذه الشعوب لعلم الفلك الشعري تصورا دينيا قائما على حقيقتين أساسيتين؛ أولاهما حقيقة اجتماعية كانت سائدة لدى كل الشعوب الأولى وهي الحذر الشديد من قبول آلهة غريبة؛ والحقيقة الأخرى طبيعية تسبب فيها الخداع البصري؛ إذ تبدو لنا الكواكب السيارة أكبر من النجوم الثابتة؛ ولهذا نسبت الأمم الأولى الآلهة إلى الكواكب السيارة بينما نسبت الأبطال إلى مجموعة النجوم الثابتة. وقد بدأت مبادئ الفلك عند كل الشعوب الأممية بداية واحدة انطلاقا من هاتين الحقيقتين. وإذا كان علم الفلك قد بدأ عند الكلدانيين ونقله الفينيقيون إلى المصريين ثم إلى الإغريق، فإن هذه الشعوب كانت تسلم من قبل بهاتين الحقيقتين؛ ولذلك لم يكن من الصعب عليهم أن يتقبلوا ما نقل إليهم من حقائق علم الفلك. وكأن هذه الشعوب قد كتبت في السماء تاريخ آلهتها وأبطالها، وكأنها أرادت تسجيل أعمالهم مفعمة بالحكمة والأسرار من ناحية، وبالشجاعة والبطولة من ناحية أخرى. ومجمل القول أن التأثيرات التي نسبت للكواكب والنجوم على الحياة الأرضية كان الأصل فيها هو خصائص الآلهة والأبطال والأعمال التي أنجزوها على الأرض.

إن النظرة الشعرية إلى السماء لم تكن تفسر حركات الكواكب والنجوم وتأثيراتها من خلال العلل والأسباب الطبيعية بل من خلال صفات الآلهة والأبطال وأعمالهم، ولا بد أن الناس قد تعلموا فيما بعد كيف ينظرون بالتدريج إلى السماء نظرة علمية محايدة، وكيف يفسرون بالعلل الطبيعية ما كان أجدادهم يفسرونه بأسباب إلهية، ولعل هذا هو مضمون الجزء الذي لم يكتبه فيكو عن الفلك في المرحلة البشرية، ولو أن فيكو طبق قانونه في هذا الجزء وكتب عن الفلك في المرحلة البشرية لكان من المرجح أن يشيد بالتفسير الطبيعي والعلمي الذي جاء في المرحلة البشرية.

وإن كنا نميل إلى الظن بأنه لو كان قد كتب هذا الجزء لما أغفل ما تحدث عنه من تداخل المراحل بعضها مع بعض؛ إذ إن المعروف أن علم الفلك في عصر النهضة وحتى إسحاق نيوتن لم يخل من وجود رواسب من التفسيرات الفلسفية والصوفية القديمة. (1-9) التأريخ الشعري

انعكست نظرة الشعراء اللاهوتيين للفلك على التأريخ الشعري لتحديد البدايات الزمنية. ويؤكد فيكو أن اسم إله الزراعة ساتورن

Saturnus (وهو خرونوس

Chronos

أو الزمان عند الإغريق) مشتق من

अज्ञात पृष्ठ