विको के इतिहास का दर्शन

अतियत अबू अल-सऊद d. 1450 AH
55

विको के इतिहास का दर्शन

فلسفة التاريخ عند فيكو

शैलियों

حشد فيكو مجموعة هائلة من الأمثلة التي استمدها من الأساطير اليونانية والرومانية ليدلل على نشأة النظام السياسي في العصور المبكرة، كما تعرض بالتفصيل لجوانب دقيقة من هذه الأساطير ... وقد حاولنا أن نستخلص العناصر الأساسية التي تتصل بتطبيق قانون تطور الأمم على الحياة السياسية في الشعوب الأولى، كما حاولنا تهذيب هذا الفصل باستبعاد التفاصيل الجانبية التي أفرط فيكو في سردها لاستخلاص المعالم الأساسية للحياة السياسية وكيف قامت على أساس اقتصادي.

رأينا في الاقتصاد الشعري كيف تكونت الأسر واتحدت وكونت المدن التي تألفت من طبقتين: طبقة النبلاء وهم الأبطال وطبقة العبيد أو الأتباع الذين لم يكن لهم حق إلا في ضرورات الحياة. وكان نظام الحكم في تلك العصور لآباء الأسر بمقتضى السلطة الأبوية حيث كان لهؤلاء الآباء حق السيطرة على حياة أبنائهم، ثم تحرر الأبناء من هذه السلطة الأبوية بعد موت آبائهم. وفي الجانب الآخر واصل العبيد مرحلة العبودية إلى أن مرت حقبة طويلة من الزمن وبدأ العبيد في التمرد على النبلاء للمطالبة بالمساواة معهم في الحقوق. وهذا التطور التاريخي يثبت مسلمة فيكو الأساسية التي تنص على أن الإنسان بطبيعته يتوق إلى الحرية، فكانت ثورة العبيد ضد الأبطال. من هنا نشأت الحكومات، فتحت ضغط الضرورة وجد النبلاء أنفسهم في صفوف مسلحة وتحالفات مشتركة ضد المتمردين من العبيد فتكونت بذلك النظم الأرستقراطية. ويستدل فيكو على تطور نظم الحكم من الأساطير اليونانية والرومانية القديمة. فقد كان الحكم في المرحلة الأسرية حكما ملكيا مثلما كان جوبيتر ملك الآلهة والبشر، ثم كان ميلاد مينرفا

Minerva (أثينا عند الإغريق) من رأس أبيها إيذانا بتغيير نظام الحكم الملكي في دولة الأسرة إلى نظام الحكم الأرستقراطي في دولة المدينة. وقد كان هذا النظام هو المفضل لدى الإغريق والرومان؛ لذلك أطلق الشعراء اللاهوتيون على كل من أثينا ومينرفا اسم إلهة الحكمة.

22

وكانت مينرفا تعني النظم الأرستقراطية المسلحة. وقد أكد هوميروس ذلك في أشعاره عندما صور لنا كيف قذفت مينرفا مارس (إله الحرب عند الرومان) بحجر أثناء صراعهما (وقد كان مارس شخصية ترمز للعامة التي تخدم الأبطال في الحروب) لقد كان صراع مينرفا ومارس تعبيرا عن صراع النبلاء والعامة. كذلك يشير أرسطو في نص ذكره فيكو أكثر من مرة إلى أن النبلاء أقسموا على العداء الأبدي للعامة.

لعل أهم ما قدمه فيكو في السياسة الشعرية هو تحليله الدقيق والعميق للصراع الطبقي الذي يشكل هيكل المجتمعات البشرية عندما شعر النبلاء بالحاجة إلى الآخرين لخدمتهم، واضطروا لاسترضاء العبيد العصاة فأرسلوا لهم السفراء مع أول قانون زراعي في العالم. وبمقتضى هذا القانون منحوا هؤلاء التابعين إقطاعات من الأرض، ولكن بشرط أن ترد هذه الأرض مرة أخرى إلى النبلاء إذ لم يكن لهؤلاء العبيد حق المواطنة، ثم كان القانون الزراعي الثاني الذي منحه النبلاء للعامة من خلال قانون الألواح الاثني عشر، فحصل العبيد على ملكية مؤقتة للأراضي لأنهم ظلوا محرومين من الملكية المدنية، ولم يكن لهم حق توريث أراضيهم ولا الحق في عمل وصية، فكان من الضروري أن تعود الأرض مرة أخرى للنبلاء. ثم بدأ العامة بعد ذلك يطالبون بحق المواطنة التي حصلوا عليها وإن ظلوا كذلك محرومين من الدخول في علاقات زوجية مع طبقة النبلاء. هكذا نشأت المجتمعات الأولى نشأة أرستقراطية إقطاعية لأن كل المجتمعات البشرية لا بد أن تقوم على مبادئ إقطاعية دائمة، وهذه المبادئ قامت على أساس ثلاثة أنواع من الملكية تتطابق مع ثلاث فئات من البشر؛ النوع الأول يسمى

Bonitary ownership

وهو نوع من الملكية يقوم على أساس الهبة أي أراض ممنوحة للعامة، ولا تتجاوز ملكيتهم ملكية المحاصيل؛ أما النوع الثاني فيسمى

Quiritary ownership

وهي ملكية النبلاء الأبطال لإقطاعات مسلحة لأن الممالك البطولية كانت كهنوتية، كما أن الأبطال مثلهم مثل الكهنة كان لهم حق استقطاع أراض معفاة تماما من الديون أو الضرائب العامة والخاصة، فعندما وحد الأبطال أنفسهم في صفوف مسلحة وتكونت نظم الحكم البطولية أصبحت الأراضي خاضعة لسيادتهم على أساس أنهم وحدهم هم الأحرار، فالحرية كانت مقصورة على ملاك الأراضي فقط؛ وأخيرا نصل إلى النوع الثالث الذي يسمى

अज्ञात पृष्ठ