विको के इतिहास का दर्शन

अतियत अबू अल-सऊद d. 1450 AH
37

विको के इतिहास का दर्शन

فلسفة التاريخ عند فيكو

शैलियों

4

ويقابل هذه الحكومات «الأنواع الثلاثة من اللغات»؛ فقد كانت اللغة من النوع الأول لغة دينية، وهي لغة صامتة خرساء، أي لغة مقدسة تصاحب المرحلة الدينية الأولى وتتم بها الطقوس ويطلقون عليها اللغة السرية المقدسة. وقد تمثل هذا النوع من اللغات عند المصريين القدماء في اللغة الهيروغليفية. أما اللغة من النوع الثاني فكانت هي اللغة الرمزية التي قامت على الصور والاستعارات، وهي لغة الشعارات البطولية التي عاشت في ظل النظم العسكرية. وأخيرا يأتي النوع الثالث من اللغات وهي لغة الحديث المنطوق الذي تستعمله كل الشعوب الآن كما هي لغة الرسائل والحياة اليومية.

ويصاحب هذه اللغات «الأنواع الثلاثة من الحروف»

Character

فقد كانت الحروف الأولى رموزا دينية مقدسة استعملتها كل الشعوب في بداية تاريخها؛ إذ كان الناس يفكرون بمفاهيم عامة أو كليات خيالية أملتها بالفطرة طبيعة العقل البشري التي تميل إلى كل ما فيه وحدة واطراد. ولما كان البشر في تلك الفترة من حياتهم عاجزين عن التجريد المنطقي؛ فقد وصلوا إلى تلك الكليات الشعرية عن طريق التخيل، وقد ردوا المفاهيم الكلية الشعرية إلى أنواع تخص كل جنس مثلما يردون لجوبيتر كل ما يتعلق بالنبوءات، ولجونو (هيرا زوجة زيوس عند الإغريق) كل ما يتعلق بأمور الزواج ... وهكذا. أما النوع الثاني من الحروف أو الرموز فهي الحروف أو الرموز البطولية، وهي كذلك كليات متخيلة ردوا إليها الأنواع المختلفة للأشياء البطولية، مثلما نسبوا لأخيل كل أفعال الشجاعة، ولأوديسيوس كل حيل البشر في المهارة والبراعة والمكر. وقد أصبحت هذه الأجناس الخيالية - بعد أن تعلم العقل البشري كيف يجرد الأشكال والخصائص من الموضوعات - أجناسا عقلية مهدت الطريق للفلاسفة وللتفكير الفلسفي. وأخيرا اخترعت الحروف الشعبية التي سارت جنبا إلى جنب مع اللغات الشعبية، وكانت هذه اللغات الشعبية تتألف من كلمات، والكلمات نفسها أجناس عامة للجزئيات التي استعملتها اللغات البطولية في المرحلة السابقة. ويقدم فيكو مثلا على ذلك من هذه الجملة «إن الدم يغلي في قلبي

The blood boils in my heart » مثل هذه العبارة التي كانت تنتمي للعصر البطولي تحولت في العصر الشعبي إلى عبارة مباشرة فأصبحت «إنني أشعر بالغضب

I am angry » هكذا تطورت اللغة، ومع التطور أصبحت للعامة السيطرة على اللغات والحروف. وهذه السيطرة اقتضت من الشعوب الحرة أن تكون سيدة قوانينها؛ لأنهم يفرضون القوانين التي يريدون أن يجبروا الأقوياء على مراعاتها، وهذه السيادة على الحروف واللغات الشعبية تتضمن - بحكم الحياة المدنية - سبق الحكومات الشعبية الحرة على الملكيات.

5

تبع هذا «أنواع ثلاثة من التشريع»؛ فقد كان النوع الأول حكمة إلهية أو علما ينصب على فهم الأسرار الإلهية التي تعبر عنها نبوءات الكهنة، وكان الحكماء الذين يفهمون هذه النبوءات هم الشعراء اللاهوتيون - وهم أنفسهم أول حكماء العالم الأممي القديم - وكانوا يسمون العارفين بالأسرار

mystai

अज्ञात पृष्ठ